باسيل التقى نظيرته الجنوب افريقية في جوهانسبورغ

التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل نظيرته وزيرة خارجية جنوب افريقيا نكوانا ماشابانه في مبنى وزارة الخارجية في جوهانسبورغ، حيث كانت جلسة محادثات عقد بعدها مؤتمر صحافي أشاد فيه باسيل “بالدور المهم والإيجابي الذي تلعبه الجالية اللبنانية في القارة الافريقية بشكل عام وفي جنوب افريقيا بشكل خاص، واندماجهم في المجتمعات التي يعيشون فيها مع محافظتهم على خصوصيتهم وخصائصهم ورسالة لبنان”.

وقال: “ان وجودي هنا اليوم انما لأسلط الضوء على أوجه الشبه بين بلدينا، ولتعزيز العلاقات بيننا وتطويرها الى مستويات اعلى لا ان نبقى على مستوى العلاقات الكلاسيكية. نحن نواجه التحديات ونتشارك القيم التي نعيش من اجلها مثل التنوع والمرونة والانفتاح والتسامح، ونحن ايضا صناع للسلام والحرية، واعتقد اننا في لبنان وفي جنوب افريقيا دفعنا تضحيات كبيرة كي نعيش في ديمقراطية، وفي جو تسود فيه الحرية وحرية التعبير والمعتقد، وهذا ما يحتاجه العالم اليوم”.

اضاف: “ناقشنا كل المسائل التي تواجهنا في المنطقة لا سيما موجة النزوح السوري وانتشار الارهاب والاعتداءات التي تمارسها اسرائيل بحق لبنان. كما شكرت الوزيرة ماشابانه على موقف بلادها الدائم الداعم بإستمرار للقضايا العادلة والمحقة للمنطقة. اتفقنا على تطوير العلاقات الثنائية بيننا، كما اتفقنا على توقيع اتفاقيات خاصة بالاقتصاد والتجارة والغاء التأشيرات بين البلدين، وحول المشاورات السياسية. اعتقد انها انطلاقة جيدة لنا”.

ولفت الى ان “النموذج اللبناني اليوم القائم على التسامح والتعايش هو ما يحتاجه العالم في مقابل الارهاب وداعش”، وقال: “نحن نحارب من اجل هذا الامر وندفع الثمن ولكننا سنكون الفائزين، ونحن نتكل على أصدقائنا مثل جنوب افريقيا، كي يكونوا دائما الى جانبنا”.

ووجه باسيل دعوة الى نظيرته للمشاركة في مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي سيعقد في بيروت في ايار المقبل.

ماشابانه

وكانت الوزيرة ماشابانه استهلت المؤتمر بالترحيب بالوزير باسيل وقالت: “نحن نعلق اهمية كبيرة على تعزيز العلاقات بين بلدينا على كل المستويات السياسية والاقتصادية والسياحية والثقافية. ان الجالية اللبنانية هنا نشيطة جدا، والمتحدرون من اصل لبناني يساهمون بشكل فعال في ازدهار جنوب افريقيا”.

أضافت: “ناقشنا خلال الاجتماع آخر التطورات في لبنان والمنطقة لا سيما التحديات السياسية والاقتصادية التي يواجهها بلدكم. كما تحدثنا في موضوعي الامن والسلام، ونحن نتشارك معكم الرؤية الواحدة حول عملية السلام وحل الدولتين، ونعترض بشدة على بناء المستوطنات في إسرائيل”.

واوضحت انه “تم الاتفاق على تسهيل وضع اللمسات الاخيرة لمسودات الاتفاقيات بين البلدين حول: التعاون الثنائي في المشاورات، في التجارة والاقتصاد، في الشأن المالي، والسياحي وخدمات الطيران، والقضائي والغاء التأشيرات بين البلدين للجوازات الديبلوماسية والخاصة والخدمة”.

وهنأت باسم بلادها “لبنان على انتخاب الرئيس ميشال عون كرئيس للجمهورية، والرئيس الحريري على رأس الحكومة، ممل يشكل عهدا جديدا يأخذ العلاقات الثنائية بين جنوب افريقيا ولبنان الى مستوى اعلى وعلاقة مثمرة اكثر”.

اسئلة

وردا على سؤال قال الوزير باسيل: “ان التسامح له حدود طبعا، وهي الحق في الوجود، وعندما تتخطى الأمور هذه الحدود اي تشكل تهديدا للوجود يصبح التسامح امرا غير مقبول. ان التسامح هو قبول الآخر مع كل اختلافاته، لكن هذا الامر ايضا هو متبادل. والواقع انه مع منظمات مثل داعش والنصرة، حتى لو كنت من الدين ذاته والمعتقد واللون، لن يغير هذا الامر شيئا معهم وسوف يقتلونك. اذا لا تسامح مع الارهاب، انما بين الشعوب المستعدة للعيش معا في سلام”.

اضاف: “بالنسبة لموضوع الدولة الفلسطينية، مع الادارة الاسرائيلية الحالية مع نتيناهو بشكل خاص، ان فكرة السلام ليس موجودة. اذ لا يمكن بناء السلام الا بالاعتراف بالحقوق، وحتى ذلك الحين ان المجتمع الدولي مسؤول عن كل الفظائع التي ترتكبها اسرائيل تجاه الدول المحيطة بها، وكونها ضد فكرة إقامة دولة فلسطين. اعتقد ان الارهاب سوف ينمو في ظل أفكار كهذه”.

ورأى باسيل ان “الإصلاحات اليوم ضرورية وحاجة ملحة في مجلس الامن والامم المتحدة لان دولة مثل اسرائيل مسموح لها ان تعمل خارج القوانين الدولية”.

ولفت الى ان “لبنان غير معني بالقرار الاميركي بمنع السفر الى اميركا، ولبنان كان ليعتمد مثل هذه السياسات لحماية أراضيه وأمنه، لكننا نحمل رسالة مختلفة وهي قبول الآخر في الأوقات الخطرة. هنا ايضا تقع المسؤولية على المجتمع الدولي حيث قادة الدول العظمى يتقززون من تلك الممارسات، في حين يسمحون بالهجرة القسرية للناس، ويزيفون الحقائق على أرض الواقع من خلال التغييرات الديمغرافية الكبيرة، وهذا الامر يتعارض مع التنوع وهو وصفة جيدة للارهاب. وآمل ان تكون الاولوية لهزيمة داعش وتجفيف مصادرها”.

اخترنا لك