الراعي التقى في القاهرة الرئيس المصري وبابا الاقباط

التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القصر الجمهوري في القاهرة، وكان بحث في ابرز النقاط التي تضمنها البيان الصادر عن مؤتمر الازهر، حيث شدد الطرفان على “ضرورة نبذ الخطاب المتطرف واعتماد خطاب ديني معتدل يضمن العيش بكرامة لكافة الأشخاص الى اي طائفة او مذهب انتموا”.

وأعرب الراعي بعد اللقاء، عن “تقدير وشكر كبيرين لفخامة الرئيس السيسي لرعايته مؤتمر الأزهر”، وقال: “لقد تشرفت بلقاء فخامة رئيس جمهورية مصر عبد الفتاح السيسي ونقلت اليه تحيات فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، كذلك حملني الرئيس السيسي تحياته للرئيس عون”.

أضاف: “أما حديثنا الأساسي فكان انطلاقاً من مؤتمر الازهر الذي تمحور حول مواضيع الحرية والمواطنة والتنوع والتكامل.

وفي الواقع استهل الرئيس حديثه انطلاقا من المؤتمر واهميته، ونحن عقبنا عليه وخصوصاً ان بيان الأزهر لم يتضمن فقط تأكيد عيش المسلمين والمسيحيين معا في هذه البلدان العربية الشرق اوسطية، او الوقوف بوحدتنا في وجه كل الحركات الأصولية والتنظيمات الإرهابية، وانما ايضا كان هناك تركيز من قبل الرئيس ومن قبلنا على ان تلغى كلمة اقلية وتستبدل بكلمة مواطنة وهذا امر مهم جداً، عندها لن ننظر الى بعضنا البعض على اننا مواطنون من هذه الطائفة او من هذا المذهب وانما على اساس المواطنة التي تجمع بيننا جميعا”.

وتابع: “لقد ركز الرئيس السيسي على هذا الموضوع ومنه انطلق ليقول انه لا يوجد الا وحدتنا وتعاوننا ضمن اوطاننا وهذا يساعدنا على الوقوف ضد كل الحركات الاصولية. ونحن من جهتنا اكدنا مع البطريرك ساكو من العراق الذي كان موجودا معنا انه من غير الممكن استمرار الحرب في سوريا والعراق واليمن وفلسطين، فهذا لا يخدم احدا.

وقلنا للرئيس ان العالم اليوم بحاجة الى صوتك والى صوت مصر ودورها.

لا يمكن للحرب ان تستمر وان يستمر معها النزيف والهجرة لأننا مع الوقت نخسر كل مكونات عالمنا الشرق اوسطي سواء كانت مكوناته مسيحية ام اسلامية وعندها نكون قد خسرنا كل شيء”.

وأردف: “بالطبع عقب الرئيس على هذا الموضوع وقال انه يدافع دائما عن هذه القضية وهو يريد لهذه الحرب ان تنتهي. كما ركزنا على قضية الملايين من البشر الذين هجروا من سوريا والعراق وقلنا انهم كائنات بشرية لذلك لا يمكن للمفاوضات التي تتم بهدف ايقاف الحروب ان تكون اكاديمية فقط لأن هناك كائنات بشرية موجودة على الارض وهي موجوعة ومريضة ومشردة ومذلولة، وهذا امر لا يمكن لأي ضمير ان يتحمله. واكدنا مع الرئيس ان بقاء الملايين من هؤلاء الاشخاص مهجرين من دون ارض وبيوت واوطان يعني اننا نغذي من حيث لا ندري التنظيمات الإرهابية ونغذي الحركات الأصولية لان هؤلاء الاشخاص بحالتهم البائسة يشكلون حقولا خصبة للحركات والتنظيمات الإرهابية.

وهنا كنا على توافق تام مع الرئيس الذي نهنىء الشعب المصري عليه، كذلك نهنىء الامة العربية لأنه شخص مدرك وواع وهو يكرم من القلب ويشاركنا نفس المشاعر.

لقد اعطانا املا ورجاء بأنه صديق كبير للسلام وهو محب ايضا”.

ورأى ان “مؤتمر الأزهر الذي انعقد بنجاح ستنتج عنه ثمار كثيرة نتيجة لتلاقي البلدان ال60 فيه بمسلميهم ومسيحييهم وعلى تنوعهم”، معتبراً ان “الكلام الذي اطلق حول المواضيع الأربعة سيكون له مدلولات كثيرة ونتائج كبيرة على مستوى العالم العربي وهو سيساعد ايضا على تغيير الخطاب السياسي والديني ولكن سيكون له تأثيره ايضا على المجتمع الغربي الذي ينادي بصراع الحضارات والديانات”.

تاوضرس الثاني

بعد ذلك، التقى الراعي بابا الكنيسة القبطية في مصر تاوضرس الثاني، وكان بحث في شؤون دينية.

بعد اللقاء، قال الراعي: “لقد عبرنا للبابا تاوضرس عن ألمنا وتضامننا مع العائلات التي هجرت من سيناء.

ولقد اعرب قداسته عن أسفه لهذا القدر الذي قبلنا ان نعيشه. وتحدثنا عن قيمة مؤتمر الأزهر وقيمة البيان الذي صدر عنه.

ووجهنا التهاني والتحيات للرئيس السيسي ولشيخ الازهر على نجاح هذا المؤتمر وعلى ما يحمله من ثمار كبيرة على مستوى عالمنا العربي لأن ما من احد يتجرأ على تكلم لغة غير اللغة التي تحدث عنها البيان في ما يتعلق بالعيش معا والتعايش بين المسيحيين والمسلمين.

وبالتالي فإن ثمار المؤتمر كبيرة ليس على مستوى العالم العربي فقط وانما على مستوى الغرب الذي يرى وللأسف استحالة في ان تعيش الديانات المختلفة سويًا.

ولكننا اظهرنا عكس ذلك فنحن عشنا معا على مدى 1400 سنة في هذه الأوطان العربية مسيحيين ومسلمين وسنتابع الأمر. كذلك هناك روابط روحية عميقة تجمع بيننا وبين البابا تاوضرس، فلقد تحدثنا في قضايا كنسية ونحن نتعاون كثيرا معه وخصوصا مع وجود ابرشية لنا هنا في مصر”.

ونوه الراعي بعلاقة “المودة والإحترام التي تربط بين راعي ابرشية القاهرة المارونية جورج شيحان والرئيس السيسي والبابا تاوضرس”، وقال: “اننا ننظر هكذا الى وحدة الكنائس لكي تسير الى الامام ونتطلع دائما الى شد عرى وروابط تضامننا ومحبتنا”.

رعية مار مارون

وكان البطريرك الماروني قد زار رعية مار مارون في مصر الجديدة والتي تخدمها الرهبنة المريمية المارونية حيث تتم اعمال الترميم في الكنيسة، وفي مركز “الرسالة” والمستشفى المجاور، واطلع من رئيس الرسالة الاب نبيل رفول ومعاونه الاب كمال سمعان على ابرز المراحل التي شهدتها هذه الأعمال.

الكنيسة البطرسية

كذلك، زار الكنيسة البطرسية التي شهدت التفجير الإرهابي الذي ذهب ضحيته عدد من المؤمنين، والتقى مجموعة من اهالي الضحايا الشهداء الذين سقطوا ومنحهم بركته الرسولية، معبرا عن تضامنه معهم ومع المسيحيين في مصر، ورفع الصلاة لراحة نفوس الشهداء.

اخترنا لك