أكبر جريمة في حق لبنان واللبنانيين

كما ذكر في الصحف فإنّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كان ينوي تلبية دعوة أخيه ميشال عون ويقوم بزيارة الى لبنان وتحديداً البارحة بعد انتهاء زيارته الى اندونيسيا وماليزيا، وأنّ سبب إلغاء الزيارة كان، ما قاله الامين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله متهجماً على المملكة العربية السعودية وعلى الملك شخصياً وعلى آل سعود.

بصراحة، وبكل صراحة، فإنّ شخصاً واحداً، ومن أجل مصلحة خاصة، حرم لبنان واللبنانيين من محبة الملك سلمان أولاً ومحبة الشعب السعودي ثانياً ودفع شعوب حكام دول الخليج العربي من اتخاذ موقف موحّد ضد لبنان.

والأنكى من ذلك أنّ شخصاً واحداً حرم لبنان واللبنانيين من مجيء أهل الخليج العربي وبالذات أهل المملكة الى لبنان الذي يعتمد اعتماداً كبيراً على مجيئهم سياحياً، خصوصا أنّ السياحة في لبنان بحاجة الى سياح متمكنين، والأهم أنّ الأوضاع في العالم، في مصر وسوريا وتركيا وحتى في أوروبا لا تشجع السياح ولعلها كانت فرصة مهمة فخسرها، فقط لأنّ السيّد يتهجم على المملكة وأهلها والخليج وأهله.

صحيح أنّ إيران تدفع الملايين لسماحة السيّد وتمدّه بالصواريخ… وهذا جيّد بالنسبة الى السيّد، ولكن لماذا يتهجم على السعودية وعلى أهل الخليج؟!.

من ناحية ثانية، هل يعلم السيّد أنه يوجد حوالى 750 ألف لبناني يعيشون ويعملون مع عائلاتهم في السعودية وفي سائر بلدان الخليج العربي وأنّ هؤلاء اللبنانيين يستفيدون من العمل في تلك البلدان ويحوّلون سنوياً نحو 6-7 مليارات دولار الى لبنان؟!.

وهل يعلم السيّد نصرالله أنّ أهل الشيعة اللبنانيين أصبحوا غير مرغوب فيهم في المملكة وفي دول الخليج بسبب تصريحات السيّد ومواقفه العدائية لأهل السعودية وأهل الخليج؟!.

من ناحية أخرى، ألا يكفي اللبنانيين ذهاب قوات «حزب الله» (التي حصلت على تفويض من الشعب اللبناني للدفاع عن اللبنانيين والأراضي اللبنانية) الى سوريا حيث تقوم بقتل الشعب السوري دفاعاً عن النظام السوري؟!.

ألا يكفي اللبنانيين أن يذهب «حزب الله» الى العراق ويقوم بقتل الشعب العراقي؟!.

ألا يكفي اللبنانيين أن يذهب «حزب الله» الى اليمن لينخرط في حرب ضد الشعب اليمني؟!.

أين هي مصلحة لبنان واللبنانيين من هذه المعارك وهذه التدخلات كلها؟!.

نحن لسنا ضد أن يحب السيّد إيران، ولسنا ضد أن يتقاضى الأموال ويحصل على الصواريخ منها(…)

ولكن ما يهمنا هو أولاً مصلحة لبنان ومصلحة اللبنانيين في لبنان وفي الدول العربية.

فيا سيّد نصرالله عليك إذا كنت فعلاً لبنانياً أن تسهر على مصلحة شعبك اللبناني، وعلى أرزاقهم وأعمالهم… لا أن تصبح رئيس مجموعة مسلحة ترتبط ارتباطاً كلياً بتنفيذ مصالح إيران، وتصبح «مصلحة إيران أولاً» أهم من مصلحة لبنان واللبنانيين…

أخيراً، الى متى سيبقى «حزب الله» يتذرّع بمقاومة إسرائيل وهو لم يطلق رصاصة واحدة منذ حربه الإلهية في العام 2006، وبعد صدور القرار 1701… فهل تظن أنّ التاريخ سوف ينسى أو يسامح؟!.

عوني الكعكي

اخترنا لك