سليمان في مؤتمر الوطنية : لنشر الاحداث وفقاً لضوابط مهنيّة ومعايير اخلاقية وانسانيّة وموضوعيّة

افتتحت “الوكالة الوطنية للاعلام”، مؤتمرها الدولي بعنوان “الاعلام ناشر الحضارات وهمزة وصل للحوار”، برعاية وزير الاعلام ملحم الرياشي، في فندق هيلتون حبتور – سن الفيل.

بعد النشيد الوطني، ألقت مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” السيدة لور سليمان صعب كلمة قالت فيها: “اعلام ناشر الحضارات وهمزة وصل للحوار”، عنوان اخترناه ليكون موضوع مؤتمرنا الذي نلتقي فيه وسط عالم مليء بالحقد والكراهية، ومنطقة مليئة بالحروب والعنف والارهاب، عالم تتطور فيه التكنولوجيا بشكل مضطرد حيث بات بوسع كل فرد ان ينشر خبراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقد يكون هذا الخبر صحيحاً وقد لا يكون”.

ورأت أن “الاعلام أصبح في يومنا هذا لغة عصرية وحضارية لا يمكن الاستغناء عنها او تجاهلها، ما يتطلب فهمها واستيعابها من خلال امتلاك مقوماتها وعناصرها ومواكبة التطورات التي تشهدها وسائله المختلفة، حيث تعددت ادوات الاعلام وتنوّعت، واصبحت اكثر قدرة على الاستجابة مع الظروف والتحديات التي يفرضها الواقع الاعلامي الذي بات مفتوحاً على كل الاحتمالات، في ظل ما تشهده أدواته ووسائله المختلفة من تطورات وابتكارات نوعية، بررت تناوله وطرحه العديد من القضايا التي أحدثت اهتماماً واسعاً ولافتاً في مختلف الميادين وعلى الصعد كافة”.

أضافت: “واذا كان من حق الرأي العام ان يعرف الحقيقة ويتابع ما يجري من احداث على الساحة المحلية والاقليمية والدولية، فإن التعاطي مع هذه الاحداث ونشرها ومتابعة ما يجري منها، يجب ان يتم وفقا لضوابط مهنية ومعايير اخلاقية وانسانية وموضوعية تراعي ظروف المجتمع ومزاج الرأي العام، ما يعني ضرورة التوازن بين حق الجمهور بالمعرفة، وبين مرجعيته الثقافية والاخلاقية والدينية على اعتبار ان المعايير الفاصلة بين اعلام وآخر، هي في النهاية معايير مهنية واخلاقية، تجسد أطراً مرجعية يمكن الاستناد إليها في التمييز بين السلوك الايجابي والسلوك السلبي، وبالتالي التفريق ما بين ظواهر سلوكية مقبولة وأخرى مرفوضة”.

وأوضحت أن “مؤتمرنا اليوم الذي سيستمر على مدى يومين، سيناقش العديد من المواضيع الهامة وابرزها دور الاعلام في حوار الحضارات في وقت نعيش في زمن يعمل فيه البعض على تدمير حضارتنا وثقافتنا والقضاء على قيمنا واخلاقياتنا في هذا الشرق، في حين ان الحوار غائب او معطل”. وشددت على أن “الحوار هو أساس أي عمل ناجح، والحوار من دون التواصل هو فاشل بامتياز، ومن هنا لا بد من التنويه بما يقوم به معالي وزير الاعلام الاستاذ ملحم الرياشي راعي هذا المؤتمر، من عمل دؤوب لبث روح الحوار والتواصل إن كان في المجال السياسي او في العمل الاعلامي ومن تحويل وزارتنا من وزارة للاعلام، الى وزارة حوار وتواصل”.

وقالت: “إن الحوار، لا يقتصر على الحوار السياسي والاعلامي فقط، بل يشمل كل القطاعات بما فيها الدين والاقتصاد ومواجهة الارهاب، وللاعلام دور كبير في تعزيز هذا التواصل.

وأهمية الاعلام لا تكمن في امتلاكه ومجاراة الآخرين في استخدامه وتوجيهه، وانما في كيفية استعماله وتوظيفه بشكل هادف وعلى نحو يجعله قادراً على التعبير الموضوعي عند تناول القضايا المختلفة، بحيث تكون وسائل الاعلام في إطار مرجعي كفيل بتوفير تغطية منهجية تتماهى مع قواعد الاعلام ونظرياته بعيدا عن العفوية والارتجال.

وربما هذا ما تفتقد له، ويا للاسف، بعض وسائلنا الاعلامية في وقتنا الراهن، بعدما رهنت سياساتها وتطلعاتها بالتعايش مع متطلبات السوق الاعلامي بما يضمن لها ترويج سلعتها الاعلامية في اكبر عدد ممكن من الاسواق، لضمان وصولها بالتالي الى اكبر عدد ممكن من جمهور المتابعين.

وهذا هو الشيء الذي ربما اعطى المجال لحدوث ممارسات اعلامية خاطئة وضبابية أفرزت حالة من الضلال والارباك، اثارت الشكوك حول حقيقة دور وسائل الاعلام في الحياة العامة، وما اذا كانت تقوم بالفعل بتأدية رسالتها المفترضة والمطلوبة”.

وتابعت: “من هنا كان لا بد من معالجة قضية السبق الصحافي وآداب المهنة والاخلاقيات الاعلامية في هذا المؤتمر، ولا سيما أن الاعلام سيف ذو حدين، ومن الممكن ان يكون اداة هدم واشعال فتنة بين ابناء الوطن الواحد عبر الافراط في الاثارة وتشويه الحقائق ونشر اخبار مغلوطة وغير دقيقة وتفضيل السبق الصحافي بدل اعتماد الدقة والموضوعية في نقل الخبر، وفي المقابل من الممكن ان يكون مسؤولاً يحترم المعايير المهنية والاخلاقية ويلتزم بالمسؤولية الوطنية في نقل الخبر”.

وقالت: “أما مستقبل الخريجين من كليات الاعلام، فحدث ولا حرج عن الاعداد الهائلة من الطلاب الذين يتخرجون سنويا من كليات الاعلام، ويتحولون الى عاطلين عن العمل في ظل غياب فرص عمل في المؤسسات الاعلامية التي أقفل عدد منها والبعض الاخر عاجزة عن تسديد رواتب موظفيها”.

اضافت: “بما ان موضوع مؤتمرنا الاعلام ناشر الحضارات وهمزة وصل للحوار، كان لا بد من التركيز على التواصل الاعلامي العابر للحدود، وسنستفيد من وجود زملاء لنا من دول عدة ومتنوعة من كوريا الى الصين الى اوروبا، وصولاً الى الدول العربية للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال”. وختمت: “لن أطيل الكلام، اسمحوا لي ان أشكر معالي وزير الاعلام الذي رعى اعمال هذا المؤتمر، وان أرحب بكم جميعاً واخص ضيوفنا من خارج لبنان ولا سيّما ممثل معالي وزير الاعلام في دولة الكويت رئيس اتحاد وكالات الانباء العربية ومدراء الوكالات العربية والاوروبية والاسيوية او من ينوب عنهم”.

وطنية

اخترنا لك