الوزير شمس الدين يواجه محاولة طمس إرث الإمام شمس الدين

1.يستمر المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى المملوك من جناب الأستاذ نبيه بري في اعتداءاته على مؤسسات الامام شمس الدين ومحاولته الاستيلاء عليها عبر ادّعائه وقفيّتها زوراً ومحاولة تسجيلها انها من أملاك وقف المجلس الشيعي، رغم أنّ العقار الذي تشغله هذه المؤسسات بشكل قانوني كليّاً تعود ملكيّتُه الى بلديّة بيروت، وكذلك كلُّ المباني الموجودة عليه عند انتهاء فترة العقد.

2.من المعلوم أنّه لا يمكن إنشاء وقف على ملك الغير، وهذا ثابت لدى كلّ المسلمين سنّة وشيعة، ولدى كلّ كنائس الإيمان المسيحي، وفي كلّ القوانين الوطنيّة بما فيها القانون اللبناني.

3.لكنّ المجلس الشيعي الذي لم يعُدْ شاغلوه بالتمديد القهري يحترمون لا الشريعة ولا القانون ولا الأنظمة الداخلية الخاصّة به، إنّما يريدون الاستيلاء على حقوق الغير وإقصائهم باستعمال الشعار الديني، او استلحاقِهم واستعبادِهم باسم السلطةِ الدينيّةِ الممجوجة، والمدعومة من الزّعامةِ الطائفيّةِ التي تريدُ انْ تؤبِّدَ نفسَها بحيثُ ينطبقُ عليهم قولُ «اتخَذوا مالَ اللهِ دِوَلاً وعِباد الله خِوَلاً ».

4.منذ سنتين ونحن نركُنُ الى مفهومِ الدّولةِ ونستكينُ الى أدواتِ القانون لدفعِ الاعتداء واستعادةِ الحقوق. وقد تقدّمنا بثلاث طعون ضدّ قراراتِ المجلسِ الشيعيِّ لدى مجلسِ شورى الدّولةِ لم يتم بتُّها بعد وربما جرى تأخيرُها، والخسائرُ تزدادُ والأذيّة تكْبُر؛ ولدى القضاء الجعفري الذي بِتْنا نحملُ شكوكاً عميقة اتجاه بعضه، ولدى قضاء العجلة، ولدى القضاء العدلي كذلك، ولم يُبتُّ اي منها بعد.

5.هذا القضاء يمتنع الآن عن عملِه الذي يحتاجُه الناس، زعلاً واستياءً من بعضِ السّلطةِ التي صادرت منه بعضَ حقوقِه الماليّة ( ربّما تريدُ أنْ تجعلَها وقفاً أيضاً ). إنّ القضاةَ الأحرار الذين يدافعون عن استقلاليّتهم الماليّة، ينبغي لهم دائماً ان يعصِموا أنفسهم منذ البداية، من مجاملة بعض السلطة التي تُساوِمُهُم الآن على حقِّهم حتّى تسيطرَ عليهم أكثر. إنّ استقلاليّة القضاء تتحقّقُ في العملِ لمصلحةِ النّاس الذين غالباً ما تُهدَّدُ حقوقُهم من قبلِ السُلطة نفسِها. لا يستطيعُ القضاةُ أنْ يحكموا باسمِ الشّعبِ وهم يستظِلّون الطوائفَ والزعاماتِ، او يمتنعونَ عن ردع تجاوزاتها خوفاً او طمعاً.

6.بلديّة بيروت أيّدتْ عبرَ محاميها موقِفَ الجمعيّة، واعتبرتْ قرارَ المجلسِ الشّيعي باطلاً وتعديّاً على ملكيّتها وحقها وعلى حق الجمعية لكن المحافظ، وبغرابة شديدة وبشكلٍ مفاجئ، يقومُ بتغيير موقفِهِ ويسمحُ بتسجيلِ مباني الجمعيّةِ على أنّها اوقافٌ للمجلسِ الشّيعي!! وهذا لا يحقُّ له إطلاقاً، أن ينقلَ ملكيةَ مبانٍ من جهةٍ إلى جهة. وهو هنا ينطبق ُعليه قولُ « إن من لا يملكُ أعطى من لا يستحق». نحن نعتقد أنّ محافظَ بيروت قد تورّط في إساءةِ استعمالِ السلطة تحت ضغط سياسيٍ معلوم، وقد تقدّمنا بطعنٍ ضد موافقته لدى مجلسِ شورى الدولة أيضاً وما زلنا ننتظر البتَّ فيه.

7.تستمر عناصر ميليشيا، مرتبطة بعين التينة وتتصرّفُ تحت عنوان مجلس شيعي، بالتعدّي على مجمع الامام شمس الدين، بالدخول عنوة، ليلاً ونهاراً، والتهديد والشتم ووضع المخالفات وسرقة الكهرباء وتهديد الموظّفين وتهديد عائلات بعضهم، وحتى ضربِ بعضِهم الاخر، ومن هؤلاء المدعو حسين عبد الامير دمشق الذي يبرزُ اسمُه في كلّ اعتداء، والذي تمَّ تقديم شكاوى ضدّه في محاضر تشير إليه تحديداً. وفي حين يتمّ استدعاء موظفين من الجمعية الى المخفر للتحقيق معهم او الاستماع الى إفادتهم، لم يتم استدعاء المدعو حسين عبد الامير دمشق اطلاقاً.

8.لقد رفض مدعي عام بيروت مرتين قبول شكاوى قدمها محامو الجمعية، لديه مباشرة او في المخفر. وقد ذهبت شخصياً الاسبوع الماضي الى مخفر طريق الشام في بيروت للإدعاء على المدعو حسين عبد الامير دمشق وآخرين معه، لكن المخفر رفض قبول الشكوى بناء على إشارة هاتفية من مدعي عام بيروت.

9.هل صار المدعو حسين دمشق من المعصومين الشيعة الاطهار؟ وهل صار في عصمته التي تنبع من عين التينة ولياً على بعض الشرطة مثلاً؟ ان وكلاء الجمعية القانونيين يدرسون القانون ١٧، تنظيم قوى الأمن الداخلي، وإمكانية الاستفادة من الفصلين الخامس والسادس فيه.

10.اذا كانت توجيهات مدعي عام التمييز الى مدعي عام بيروت بأن يقبل الشكاوى التي نتقدم بها، لماذا هذا الصدّ ولماذا هذا التحيز اذاً؟

11.لقد بلغ التجني والوقاحة في المجلس الشيعي منذ مدة، ان اتهمني شخصياً في محضر مكتوب لدى الشرطة، اني استقدمت عناصر من جبهة النصرة من عرسال للاعتداء على الناس! ربما كان ينبغي على عباقرة المجلس الشيعي ان يُهرْوِلوا الاسبوع الماضي الى عرسال لتأخير انطلاق أحد الباصات وإلحاقي فيه!

12.لا تُبنى دولة مع أمثال هؤلاء، ولا يُمكن الرهان على إصلاحٍ معهم طالما انهم يأكلون الدولة من داخلها ويُفسدونها بأدواتها.

13.أنصح بصدق من يعتقد ان ربط نزاع يبني دولة انه مخطئ، لأن لبنان حينها، سيبقى مربوطاً حتّى النزاع الأخير. وأقول بصدقٍ ايضاً لمن يعتقد ان مجاملة القوي تبني دولة وتحفظ وطناً وان مَحْمَلَ الأقليات يحمي ركابه، انه مخطئ ايضاً، لأن الحمولة ستكِسرُ ظهر الجَملِ وتسحقُ الجَمّال. المسيحيون ليسوا أقلية بل جزء من الأكثرية العربية، والشيعة ايضاً ليسوا أقلية وليسوا مستهدفين، وهم جزء من الأكثرية الاسلامية، وما يحمي الجميع هو دولة ديمقراطية عادلة مدنية قوية، ومقولة لبنان الملجأ فشلت لأن الملجأ يفسدُ هواؤه فيُسمّمَ لاجئيه.

14.ثم، أقول للحزب العظيم الذي يقول انه حزب الله، ان تحرير أراضٍ لبنانية من أمراء جرودٍ وإرهاب لا يبرر ابداً السكوت او ربما الرضا، عن أمراء شوارعَ وخُواتٍ وإفساد وترويع، وَهُم قد حَوّلوا أحياءنا ومُدنَنا الى جرود عارية من القانون والأمان والكرامة. ان كثيرين من هؤلاء يتُمّ إعدامُهم في إيران بتهمة الإفساد في الارض والحَرابة، بينما تُطلق أيديهم هنا وتُباحُ لهم مناطقنا مكافأة سياسية لزعاماتهم. ان مقولة الدفاع عن الشيعة لا تستقيم مع هذا السلوك، فالشيعة قومٌ يندمجون وليسوا زعامة متفرّدة متسلطة على الآخرين.

15.مساكين شيعة لبنان. هذه الطائفة العظيمة والمنكوبة في آنٍ معاً؛ العظيمةُ في انتسابها الى امير المؤمنين علي(ع)، ونكبتها في صَدِّها عن سلوكه وحجبها عن مدرسته. وبين عين التينة وطريق المطار صار الشيعة محكومين بسياسة شايلوك وراسبوتين.

16.لقد أذيتني كما أذيتَ ابي من قبلي، لذلك أقول لك وانا مستعين بالله تعالى، يا حضرة الاستاذ نبيه بري، ان مثلي لا يبايع مثلك، لا أنت ولا العمائم التي تُزيّنُ بها أطراف اصابعِك.

اخترنا لك