عون من الامم المتحدة : لن نسمح بتوطين أيّ لاجىء أو نازح والقرار لنا

لفت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى أنه “في شهر أيلول لا بد أن نعود 16 عاماً للوراء حين ضرب الإرهاب نيويورك، فنجدّد تضامننا مع ضحايا الإرهاب وعائلاتهم في العالم”، مشيراً الى أن “الإرهاب مارس أكثر الجرائم وحشية في منطقتنا، فلم يوفر مدنياً طفلاً كان أو امرأة أو عجوزاً، ولم يوفّر مِعلماً، أثرياً كان أو ثقافياً أو دينياً”.

ورأى عون في كلمة لبنان في الجمعية العامة للأمم المتحدة أن “الإرهاب تمدّد ليضرب العالم أجمع بأفظع الأساليب وأكثرها دموية، ناقضاً كل الأعراف والقوانين الدولية؛ ولا أحد يعرف أين سيصل ومتى أو كيف سينتهي”.

واعتبر أنه “مع بدء أحداث سوريا بدا واضحاً أن لبنان من عداد الدول التي كان مقرراً لها أن تقع في براثن الإرهاب، ولكنه تجنب هذا السقوط من خلال وحدته الوطنية”، مضيفاً أن “بلدنا صغير المساحة كثيف السكان محدود الموارد، وجاء النزوح ليضيف 50% من نسبة سكانه فزاد من صعوباتنا الاقتصادية ومن نسبة الجريمة على أنواعها”.

وشدّد عون على أن “المجموعات الإرهابية اتخذت من بعض تجمّعات النازحين مخابئ لها محوّلة إياها بيئة حاضنة، وكانت تخرج منها لتقوم بتفجيراتها حاصدة أرواح الأبرياء”، مؤكداً أن “الحاجة أصبحت ملحّة لتنظيم عودة النازحين الى وطنهم بعد أن استقرّ الوضع في معظم أماكن سكنهم الأولى”.

وأضاف: “إذا كان اللجوء إفرادياً ولسبب سياسي تكون العودة طوعية، ويترك للّاجئ السياسي تقدير توقيتها، وهذا النوع من اللجوء يقترن بقبول الدولة المضيفة”.

وأشار عون الى أن “الإدعاء أن النازحين لن يكونوا آمنين في بلادهم غير مقبول؛ فإذا كانت سوريا تقوم بمصالحات مع المجموعات المسلحة، فكيف بها مع النازحين بسبب الحرب؟”، معتبراً أنه “من الأفضل أن تساعد الأمم المتحدة النازحين ليعودوا الى وطنهم بدلاً من مساعدتهم للبقاء في مخيمات ليس فيها الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة”.

من جهة أخرى، أوضح أن “لبنان يتحمّل أعباء لجوء 500 ألف فلسطيني، ينتظرون عودتهم، ولا نرى في الأفق أي جهود جدية من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن لتنفيذ مشروع الدولتين”، مشيراً الى أن “المجتمع الدولي يعجز عن جعل إسرائيل تتوقف عن إقامة مستوطنات جديدة، ولا يزال العنف مستمراً لأنه لا يمكن إخضاع شعب سلبت هويته وأرضه”.

ولفت الى أن “إسرائيل تسجل ما لا يقل عن مئة اختراق للسيادة اللبنانية كل شهر؛ ولبنان يتقدّم بالشكاوى الى مجلس الأمن، من دون أن يتمكن هذا الأخير من ردعها”، مؤكداً أن “حروب اسرائيل أثبتت أن المدفع والدبابة والطائرة لا تأتي بحلول ولا بسلام؛ فلا سلام من دون عدالة، ولا عدالة إلا باحترام الحقوق..!!”.

الى ذلك، اعتبر عون أنه “لا يمكن أن تصحح جريمة طرد الفلسطينيين من أرضهم بجريمة أخرى بحق اللبنانيين عبر فرض التوطين، كما بحق الفلسطينيين عبر إنكار حق العودة عليهم”، مشدداً على أن “تعطيل دور مؤسسة الأونرا يهدف الى نزع صفة اللاجئ تمهيداً للتوطين، وهو ما لن يسمح به لبنان، لا للاجئ أو للنازح، مهما كان الثمن والقرار في هذا الشأن يعود لنا وليس لغيرنا”.

ودعا الى “التفكير جدياً في مشروع إقامة سوق اقتصادية مشرقية مشتركة لضمان لقمة العيش في ظل الحرية”.

وتابع قائلاً: “الحرب الثالثة اتخذت شكلاً جديداً، فلم تعد حرباً بين الأمم إنما حروباً داخلية مدمّرة، وكثيرة هي الدول التي تفجّرت من الداخل لأسباب دينية أو إتنية”.

وأشار عون الى أن “تقسيم الدول طائفياً أو إتنياً ليس هو الحل ولن يحول دون اندلاع الحروب، بل على العكس، فمن شأن هذه المقاربة أن تزيد العصبيات والتطرف والصراعات”.

وأخيراً، طرح عون ترشيح “لبنان ليكون مركزاَ دائماً للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق كمؤسسة تابعة للأمم المتحدة”.

اخترنا لك