نصرالله يؤكّد ثلاث : بقاء الحكومة وحصول الإنتخابات والإستقرار السياسي

أكّد الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله أنّ “حزب الله يدعو للحفاظ على الإستقرار السياسي العام في البلد”، مشيراً إلى أنّ “مصلحة لبنان هي في ذلك”. وقال إنّ “إدارة شؤون البلد لا يمكن أن تحصل في المكابرات”.

وأضاف في كلمة له ألقاها لمناسبة إحياء ليلة العاشر من محرم في منطقة الجاموس – الضاحية، إنّ “هناك من يحضر إلى مواجهة جديدة في لبنان وإلى اصطفافات جديدة”، موضحاً أنّه “إذا كانت من أجل الإنتخابات فلا مشكلة، أمّا أنّه أن تكون من أجل دفع لبنان إلى مواجهة جديدة، فهذا الأمر لا بد من التحذير منه”.

ولفت إلى أنّ “هذا التحذير ليس من موقف ضعف أو خوف على مستوى حزب الله أو محور المقاومة”، مضيفاً إنّ “الجميع يعلم أنّ حزب الله اليوم في أقصى قوّة، ويجب على القوى السياسية التي تدفع إلى هذا التوجه أن تكون على مستوى كبير من الوعي”، محذراً من أن يدفع أحد لبنان إلى مواجهات داخلية أو على المستوى الإقليمي، خصوصاً السعودية”.

وتابع إنّ “مصلحة لبنان تقتضي بعدم الدخول في مواجهة على المستوى الوطني”، مؤكّداً أنّ “حزب الله هو مع استمرار الحكومة في العمل حتى آخر يوم كي تقوم بواجباتها، ومع التعاون الإيجابي ومعالجة الملفات بكلّ السبل المتاحة”، مشدداً على أنّ “الحديث عن مشكلة مع الحكومة غير صحيح”.

عن الإنتخابات

وعن الإنتخابات النيابية، قال نصرالله: “أضمّ صوتي وصوت حزب الله إلى صوت الرئيس نبيه بري.. قطعاً لن يكون هناك تمديد جديد ولا تأجيل جديد، والإنتخابات سوف تحصل في موعدها”، لافتاً إلى أنّ “الإنتخابات يجب أن تجري على أساس قانون الإنتخابات الجديد الذي تمّ إقراره في مجلس النواب”. وتابع: “يجب عدم القبول بإجراء أيّ تعديل على القانون”، معتبراً أنّ “أيّ تعديل سيهدّد الإنتخابات التي نصر على حصولها”. وشدّد على “رفض حصول أيّ تمديد تقني ولو صغير”، قائلاً: “أصر على إجراء الإنتخابات على أساس القانون الجديد في موعدها، ونرفض تأجيل الإنتخابات ولو ليوم واحد، والقول إنّ هذا القانون هو لمصلحة حزب الله غير صحيح، بل هو قانون تسوية”.

عن “السلسلة”

وعن سلسلة الرتب والرواتب، قال نصرالله: “نحن مع السلسلة ولا داعي للقلق، والمسار الذي اتفق عليه هو مسار جيد ويمكن أن يعالج الأمور”، لافتاً إلى أنّ “لبنان كان أمام مرحلة صعبة في الأيّام الماضية خصوصاً بعد قرار المجلس الدستوري، وقد تمكّنا من تخطي هذه المشكلة”. وأشار إلى أنّه “مهما كانت التباينات بين القوى السياسية، فيمكن أن نصل إلى حلول”.

“لبنان هو الأكثر أمناً”

وعن الوضع الأمني، قال نصرالله: “يجب الإنتباه من أيّ تهديد أمني من قبل الجماعات الإرهابية”، مؤكّداً أنّ “التهديد تراجع بعد تحرير الجرود لكنّه لا يزال قائماً”. ولفت إلى أنّ “القاعدة اللوجستية للعمليات الإرهابية باتجاه البلدات والمناطق اللبنانية انتهت”.

وأشار إلى أنّ “لبنان على الرغم مما يحصل في المنطقة، هو من أكثر البلدان أمناً في العالم، وحتى أكثر من واشنطن نفسها”، موضحاً أنّ “الحديث عن تخفيف الإجراءات الأمنية في الضاحية الجنوبية غير صحيح، وليس هذا الوقت المناسب لتخفيف هذه الاجراءات”.

على صعيد مخيم عين الحلوة، قال: “يجب التنسيق مع الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة ومنع جرّ الجيش اللبناني إلى أيّ مواجهة في المخيم”. وبيّن أنّ “حزب الله ليس مع المقاربة الأمنية في المخيمات، بل مع المقاربة الشاملة التي تعزّز التعاون اللبناني الفلسطيني”. كما حذّر من حصول بعض الحوادث الأمنية الصغيرة، وطلب من وسائل الاعلام عدم إثارة وإعطاء هذه المشكلات حجم أكبر من حجمها الطبيعي.

كلمة للنازحين

وحول موضوع النازحين، قال إنّ “الجميع يُجمع اليوم على أنّ هناك مشكلة في موضوع النازحين”، مؤكّداً أن “لا أحد اليوم يعمل على عودة طوعية للاجئين حتى تصلح العودة الآمنة. اليوم كما هو ظاهر، فإنّ كلّ اللبنانيين والقوى السياسية يقولون نحن مع العودة الطوعية للاجئين”.

وفي هذا السياق، توجّه إلى النازحين السوريين قائلاً: “أيّها الأحبة والأخوة مصلحتكم الحقيقية هي في العودة إلى بلدكم موطنكم الحقيقي، ومستقبلكم وحياتكم في بلدكم”. وتابع: “يجب أن تكون لديكم النية للعودة إلى بلدكم لكي تساعدوا في حمايته وإعادة إعماره”. وأردف: “كرامتكم وحقّكم أن تعودوا إلى بلدكم وتستفيدوا من كلّ الشواهد التي تحصل، لا سيّما أنّ هناك شعوباً لا تزال تعاني من ذلك. كما، أكّد نصرالله أنّ “ملف النازحين أصبح من أجل الإستخدام في الإنتخابات النيابية”.

“إطلاق النار حرام شرعاً”

وحول إطلاق النار في الهواء، قال نصرالله: “نحن قمنا بجهد خلال السنوات الأخيرة حول هذه الظاهرة ، والأمر أعطى نتائج طيبة، وفي كلّ تشييع شهيد وفي كل مناسبة، هناك من يقدّم تقرير حول حصول مظاهر مسلّحة أو إطلاق نار وهناك متابعة حثيثة”. وأكّد أنّ “إطلاق النار في الهواء حرام شرعاً عند الشيعة والسنة ولدى كلّ المراجع، لّأنه غالباً ما يؤدّي إلى الايذاء أو قتل الناس وإرهابهم، وهذا الأمر ممنوع قانوناً، ويجب معالجته”.

“الكاميرات المفخخة”

وعن الخروقات الإسرائيلية، قال إنّ “التعاطي الرسمي اللبناني حيال الخروقات تعاطي جديد يجب متابعته واستمراره، ويجب العمل عليه بشكل أكبر”، مؤكّداً أنّ “الصهاينة يزرعون أجهزة التجسس وفيها عبوات ناسفة وكاميرات مفخخة تقتل، وهذا أمر خطير ولا يمكن التهاون به”. وأضاف: “لو المقاومة دخلت وزرعت هكذا أجهزة داخل الأراضي المحتلة سيقوم الجيش الإسرائيلي والامم المتحدة، والقول إنّ هذا الأمر يؤدّي إلى حرب، علماً أنّ هذا من حقنا”.

وشدد على أنّ “هذا الأمر يمكن أن يؤدّي إلى ما هو أخطر من ذلك، ولا يمكن القبول به”، معتبراً أنّه “حتى الآن مرت الأمور على خير، ولكن لو قتلت هذه الأجهزة مدنيين، ماذا سيحصل حينها”؟ كما رأى أنّ “مواقف رئيس الجمهورية في ما يتعلق بالمقاومة وفلسطين والقدس مواقف هامة ومحل إشادة، في وقت تتراجع فيه دول عربية عن هذه القضية.

“داعش” في نهايته”

وعن تنظيم “داعش”، قال نصرالله إنّ “التنظيم في نهايته لكن ذلك يحتاج إلى بعض الوقت”، لافتاً إلى أنّ “ما جرى في اليومين الأخيرين أمر طبيعي أمام انهزاماته، وما لديه هو من انتحاريين ومن يريد الموت، لذلك فإنّه سيقوم بهجمات لو أنّ ذلك لا يؤدّي إلى انتصار بل من أجل الإستنزاف”. كما أكّد أنّ “ما يقوم به داعش لن يغير في المعادلة”، مشيراً إلى أنّ “هناك طبعاً تضحيات وشهداء من الجيش السوري والمقاومة، لكن ذلك لا يعني أنّ الوضع سيعود كسابقه”.

وتابع إنّ “ما يتمّ الآن هو وضع المنطقة أمام مرحلة خطيرة جدّاً، وهي مرحلة التقسيم والعودة إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تمّ إسقاطه في تموز 2006 بانتصار المقاومة في لبنان وكذلك في فلسطين”، معتبراً أنّ “هذا المشروع من أجل تقسيم المنطقة لتصبح إسرائيل هي الأقوى والمسيطرة والملاذ الآمن لكلّ الطوائف”.

اخترنا لك