خائف عليك يا وطني …

الله يرحمك يا جدّي …

هل المرّة صَدَقَ جدّي…

وقال لي : إنتهى لبنان…

يا بلدي الغالي لبنان.

أنا جداً خائف، خائف عليك يا وطني، من تجّار الحروب والمال.

خائفٌ أن ينتهي العمر، ووطني لا يزال طائفي، يتغذّى على وتر الطائفيّة
ويتلطّى خلف الدين ويجعله متراساً ليحاربني عن ديني الذي أنتمي.

خائف عليك، يا وطني، عندما يسألني شريكي في الوطن عن إسمي، ليعرف ديني وديانتي، فأقولُ له سامي، ويصّر ويصرّ على عائلتي، ليعرف ديني وإنتمائي، فأقول سامي الحاج ، كي لا يعرف ديني، ليعاملني على أساس ديانتي، فيصرّ ويُصرّ ويسأل ؟؟

من أين أنت يا فادي، وكذا … وكذا… ليعرف ديني وديانتي.

عارٌ عليك يا شريكي في الوطن، لقد غذَوا عقلك وأعْمَوا بصرك بالطائفية، وجعلوك عبداً وحجر الشطرنج يحركونك وكيفما يريدون.

عارٌ عليك يا شريكي في الوطن عندما تدّعي ولاءك للوطن.

ويكون ولاءك للزعيم والحزب.

خائف عليك يا وطني.

عندما ندّعي جميعنا أننا مستقلون وأحرار.

وأرى أن الولاء للحزب والتيار.

خائف عليك يا وطني، عندما يأتي عيد العمال، وأصحى وأرى العامل بلا عمل وبلا أمل.

خائف عليك يا وطني الغالي لبنان ، يا قطعة منّي، مزروعة في الوجدان.

خائف عليك يا وطني، عندما ندّعي الديمقراطية والحرّية.

وأصحى وأرى شريكي في الوطن لا يتقبل النقد والرأي الآخر، ويُعتقل الشخص لمجرد التعبير عن رأيه.

خائفٌ عليك يا وطني، من هذا الجيل المخدّر ، النائم، في سباته العميق.

يا شباب لبنان، يا أحباب لبنان، أيها النائمون الغافلون.

إستفيقوا يا شركائي في الوطن، إن كنّا نائمين.

وهذا الوطن الجميل يضيع أمامنا، أصبحت الصحوة ضروريّة
ويا لبنان ويا وطني صارت محرزة “اللأومي”.

خائف عليك يا وطني الجميل لبنان، أن يأتي يوم أسودٌ وأخجل من لبنانيتي.

ويسألني شريكي في الوطن عن إسمي، فأقول أحمد السنُي،و علي الشيعي، وجورج المسيحي.

وأنسى أن أقول لشريكي في الوطن، أنا أحمد اللبناني….

خائف عليك يا وطني.

يأتي عيد الإستقلال، ومازال وطني مرتهن للخارج، ننتظر صفقات الخارج.

عارٌ عليك يا وطني.

خائف وحزين عليك يا وطني.

يأتي عيد الجيش ونرى الجيوش في الوطن.

خائفٌ عليك يا شريكي في الوطن، أنك ما زلت تجهل ، أنني لم أختر لا ديني ولا ديانتي، ولا شكلي ولا عيوني، ولا أمي ولا أبي وأنا وأنت، مازلنا نتقاتل بإسم الدين، وعن حقبات منذُ آلاف السنين.

عارٌ علينا يا وطني.

فأنا وأنت إزددنا فقراً وجوعاً ومرضاً، وأُمراء الحرب، هم هم، مازالوا أماكنهم، وهم إزدادوا مالاً وجاهاً، وصحة ونحن نتقاتل بإسم الدين.

عارٌ علينا يا وطني….

الله يرحمك يا جدّي …

“قلتلي” خلص لبنان…

وأنا بقللك يا جدّي ، يمكن ينتهي الكون..

متت أنت، وبموت أنا وبموت إبني..

بس ما بيموت لبنان..

بحبك يا لبنان…

المحامي أحمد بشير العمري

اخترنا لك