هذه حقيقة العلاقة بين القوّات اللبنانية والتغييريين

وسط توجهٍ واضح لإرساء معادلة جديدة تحت قبّة البرلمان تقوم على اصطفافٍ لا يشبه كل الإصطفافات السابقة، تنشط عملية التواصل بين كل الكتل النيابية السيادية كما التغييرية والمستقلة، استعداداً ل”المنازلة” الأولى المرتقبة في المجلس النيابي عندما يدعو الرئيس نبيه بري، إلى جلسة انتخاب رئيس للمجلس ونائبٍ له.

ويبدو واضحاً من خلال المواقف المعلنة على هذا المستوى، أن مواجهةً قد باتت حتمية في هذا الإطار وإن كانت مصادر سياسية قريبة من “القوات اللبنانية”، تجزم بأن موقف “القوات” من انتخاب الرئيس بري، قد بات واضحاً ومحسوماً وهو الإقتراع بورقة بيضاء.

لكن هذا الحسم لا ينطبق حتى الساعة على مسألة انتخاب نائب للرئيس بري، وفق ما تؤكد المصادر ل”ليبانون ديبايت”، إذ تكشف عن ترقبٍ للإتفاق مع المكونات الجديدة السياسية والتغييرية على مواصفات نائب الرئيس.

ورداً على سؤال حول ما يتردد عن تباينات ما بين “القوات” والتغييريين، ترفض المصادر كل ما يُطرح من قبل البعض في هذا المجال، وتؤكد أنه من المبكر الكلام عن مثل هذه التباينات، لافتةً إلى أن المصلحة المشتركة بين كل القوى التي أنتجتها الإنتخابات ودفعت اللبنانيين إلى انتخابها، تقتضي بأن تلتقي عند الإستحقاقات الهامة، خصوصاً وان لا أحد يطلب من أي فريق أن ينخرط في جبهة موحدة، بل إن المصلحة الوطنية العليا، تستدعي من الأكثرية الجديدة أن تتقاطع ولو بالحدّ الأدنى، على ملفات محددة من أجل دفع عجلة التغيير قدماً.

وسألت عن المصلحة في بقاء هذه القوى مشتتة بينما الفريق الآخر أي فريق 8 آذار متماسك بمعزل عن تبايناته الجزئية بعمود فقري هو “حزب الله” وبتحالفات تبدأ بحركة “أمل” وتنتهي ب”التيار الوطني الحر”، مما يجعل من التغيير الذي تحقق في الإنتخابات، غير قادر على إخراج البلد من الأزمة.

وقالت هذه المصادر، إن الناس انتخبت الأكثرية الجديدة من أجل تحقيق هذا التغيير ، ولذلك على هذه القوى أن تعمل لمنع استمرار الأزمة، كون الرأي العام، يعتبر أن إعادة إنتاج الأكثرية السابقة يعني الإستمرار بالأزمة، ولذا على الأكثرية الجديدة وضع عواطفها جانباً ووضع المصلحة الوطنية العليا أمامها وتتصرف على اساسها من أجل قيادة المرحلة الجديدة، وبالتالي ترك العناوين التي لا تتفق فيها مع مكونات الأكثرية الأخرى جانباً، والسعي على التركيز على نقاط التلاقي، لأن اللحظة الداخلية لا تتحمل ولا أحد يملك ترف الإنتظار والترقب.

وعليه تشدد المصادر القريبة من “القوات” أن الإنتخابات أفرزت وضعية جديدة وعلى كل فريق تحمل المسؤولية والعمل لفكّ وضع يد الأكثرية الحاكمة على البلد، كما تكشف أن المفاوضات قائمة بين كل مكونات هذه الأكثرية من أجل التلاقي حول العناوين المشتركة وفي مقدمها اليوم استحقاق انتخاب نائب رئيس للمجلس النيابي، ومن غير الواقعي الحديث عن خلافات بين “التغييريين” و”القوات”، كما أنه من المبكر إعطاء حكمٍ بوجود خلاف.

اخترنا لك