لو كنت نائباً وسمعت ما سمعت

لو كنت نائبا وسمعت محمد رعد يهدد النواب الجدد بالتعامل معهم كدروع اسرائيلية، لأدعيت عليه قضائيا بتهمة تهديد سلامة النواب.

لو كنت نائبا وسمعت السفير السعودي يعطي رأيه بالانتخابات النيابية، حتى لو كان قاسم سليماني قد سبقه إلى ذلك بعد الانتخابات السابقة، لطلبت من وزير الخارجية استدعائه وتبليغه بأنه لا يحق له التدخل بالشؤون اللبنانية الداخلية.

لو كنت نائبا وسمعت رجل دين يكذب حول معنى الزواج المدني ويدعو المواطنين إلى الاعتداء على النواب المؤيدين له، لأدعيت عليه قضائيا وطالبت دار الإفتاء بالتوضيح.

لو كنت نائبا وسمعت الرئيس بري يقول انه سيدعو لجلسة لانتخاب رئيس للمجلس النيابي عندما “يلمس أن الأجواء مؤاتية”، لذكّرته بواجبه الدستوري بالدعوة إلى الانتخاب ضمن المهلة الدستورية، وانه ليس مقبولا أخلاقيا الاستفادة من كونه رئيس للسن لتأجيل الدعوة حتى يلمس “ان الاجواء مؤاتية”، خاصة وأنه مرشح.

لو كنت نائبا وسمعت اتهامات الرئيس ميقاتي لوزير الطاقة بشأن عروض مشاريع الكهرباء، لطالبت بالتحقيق الفوري في قضية تطال المصلحة الوطنية على أن يكون ميقاتي مدعيا أو شاهدا كحد أدنى.

لو كنت نائبا وسمعت انين الناس وعجزهم امام ارتفاع الدولار بشكل جنوني، لطالبت رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير المالية وحاكم مصرف لبنان بالاجتماع فورا واطلاع الرأي العام حول اسباب ما يجري واقرار المعالجات والمحاسبات.

كل هذا ليس سوى تمرين بسيط حول كيفية بناء دولة القانون والدفاع عن مصالح الوطن والمواطنين.

كل هذا إختبار وتأهيل ضروريين للنواب لمواجهة القضايا الكبرى.