هادی مطر يطعن الكاتب سلمان رشدي في العنق خلال مناسبة في نيويورك

تعرض الكاتب البريطاني #سلمان رشدي، الذي أصدر مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني فتوى بهدر دمه عام 1989 بسبب روايته “الآيات الشيطانية”، لهجوم الجمعة في قاعة كان يستعدّ لإلقاء محاضرة فيها بغرب ولاية #نيويورك، على ما أفادت وسائل إعلام أميركية.

وأعلنت شرطة نيويورك أن رشدي تعرّض للطعن في العنق في هجوم استهدفه قبيل إلقائه محاضرة الجمعة، مشيرة إلى عدم توفر معلومات حول وضعه، ومؤكدة توقيف المشتبه فيه.

وجاء في بيان للشرطة أن “مشتبها فيه هرع إلى المنصة وهاجم رشدي ومحاوره. تعرّض رشدي للطعن في العنق وتم نقله بالمروحية إلى مستشفى في المنطقة. ولا معلومات حتى الآن حول وضعه”.

واعتقل عنصر مكلف ضبط أمن المحاضرة المشتبه فيه، فيما تعرّض محاور رشدي لإصابة في الرأس.

ووفقا لموقع “بي بي سي”، كان رشدي، الفائز بجائزة بوكر، يتحدث في لقاء لمؤسسة تشوتوكوا. وقال شهود عيان إنهم رأوا رجلاً يركض على خشبة المسرح في مؤسسة تشوتوكوا ويضرب أو يطعن رشدي خلال تقديمه.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مراسلها إنه شاهد رجلاً يواجه رشدي على خشبة المسرح في مؤسسة تشوتوكوا، ويبدأ لكمه أو طعنه 10 إلى 15 مرة خلال تقديمه.

وسقط رشدي على الأرض عندما هاجمه الرجل. ثم أحاطت به مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين رفعوا ساقيه لإرسال مزيد من الدم على ما يبدو إلى الجزء العلوي من جسمه في وقت تم ضبط المهاجم وذلك حسبما قال شاهد طلب عدم ذكر اسمه.

ويُظهر مقطع فيديو نُشر على الإنترنت اشخاصا من الحضور يندفعون إلى المنصة فور وقوع الاعتداء.

British 🇬🇧 author Salman Rushdie was stabbed before giving a lecture in New York 🇺🇸.https://t.co/b8lmK6gxw2 pic.twitter.com/QWclrUFKjf

— Jason Jay Smart (@officejjsmart) August 12, 2022

كذلك، أظهرت تسجيلات فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا يسرعون لنجدة رشدي بعد تعرّضه للاعتداء.

وقال أحد الشهود على مواقع التواصل “حدث رهيب وقع للتو في مؤسسة تشوتوكوا، تعرّض سلمان رشدي لاعتداء على المنصة (…) تم إخلاء المسرح”.

وعلى الأثر، أكدت مؤسسة تشوتوكوا التي تعنى بالفنون والأدب في منطقة تقع على بعد 110 كيلومترات إلى الجنوب من بافالو، في بيان، أنها تنسّق مع عناصر إنفاذ القانون وأجهزة الطوارئ.

وقال متحدث باسم مؤسسة تشوتوكوا لـ”رويترز” “نتعامل مع حالة طارئة”.

وقال موقع تشوتوكوا على الإنترنت إن رشدي كان موجودا في المؤسسة للمشاركة في نقاش حول دور الولايات المتحدة باعتبارها ملجأ للكتاب والفنانين في المنفى و”موطنا لحرية التعبير الإبداعي”.

التواري طوال عقد

وذاع صيت رشدي البالغ حاليا 75 عاما بعدما أصدر روايته الثانية “أطفال منتصف الليل” في العام 1981 التي حازت تقديرات عالمية وجائزة بوكر الأدبية. وتتناول الرواية مسيرة الهند من الاستعمار البريطاني إلى الاستقلال وما بعده.

لكن روايته “الآيات الشيطانية” التي صدرت في العام 1988 أثارت جدلا كبيرا وقد اصدر مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني فتوى بهدر دمه.

واعتبر بعض المسلمين أن الرواية مسيئة للنبي محمد.

واضطر رشدي الملحد والمولود في الهند لأبوين مسلمين غير ممارسين للشعائر الدينية إلى التواري بعدما رصدت جائزة مالية لمن يقتله، ولا تزال سارية.

ووضعت الحكومة البريطانية رشدي تحت حماية الشرطة في المملكة المتحدة وتعرّض مترجموه وناشروه للقتل او لمحاولات قتل.

وبقي رشدي متواريا نحو عقد وقد غيّر مقر إقامته مرارا وتعذّر عليه إبلاغ أولاده بمكان إقامته.

ولم يستأنف رشدي ظهوره العلني إلا في أواخر تسعينيات القرن الماضي بعدما أعلنت إيران أنها لا تؤيد اغتياله.

ورشدي مقيم حاليا في نيويورك وهو ناشط في الدفاع عن حرية التعبير وقد دافع بشدة عن صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة بعدما استهدفها إسلاميون بهجوم أوقع قتلى في صفوف العاملين فيها في العام 2015.

وكانت الصحيفة قد نشرت رسوما للنبي محمد أثارت ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي.

وبقي إطلاق التهديد والمقاطعة يلاحقان المناسبات الأدبية التي يشارك فيها رشدي، كما أثار منحه لقب فارس في بريطانيا في العام 2007 احتجاجات في إيران وباكستان حيث قال أحد الوزراء إن التكريم يبرر التفجيرات الانتحارية.

لكن فتوى هدر دمه لم تثن رشدي عن الكتابة وعن إعداد مذكراته في رواية بعنوان جوزيف أنطون وهو الاسم المستعار الذي اعتمده إبان تواريه، وقد كتبها بصيغة الغائب.

وروايته “أطفال منتصف الليل” الواقعة في أكثر من 600 صفحة تم تكييفها للمسرح والشاشة الفضية، وقد ترجمت كتبه إلى أكثر من 40 لغة.