جنبلاط نحو “التشيّع”

بقلم محمد المدني

تلهّى اللبنانيون بمختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية، بـ”تكويعة” رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط نحو “حزب الله”، وراح عن بالهم البحث عن المكاسب التي حقّقها الحزب من هذه “التكويعة”. وبعد لقاء كليمنصو بين جنبلاط والحزب ، لا بدّ من معرفة المكاسب التي نالها الحزب من هذه العلاقة المتجددة.

ربح الحزب “الصورة”، صورة رجلٍ كان في واجهة العداء ل”حزب الله” وأصبح يطلب الحوار ويحرص عليه، كما ربح انتقال جنبلاط من ضفة “الخصومة” إلى ضفة التفاهم والتلاقي.

يعتبر الحزب أن اللقاء كافٍ لإعلان انشطار جبهة المعارضة ضده والتي كان بيك المختارة رأس حربةٍ فيها، واستطاع الحزب فكّ الحصار المعلن عليه درزياً وطائفياً منذ 17 تشرين الأول 2019، عندما اندلعت الإنتفاضة التي كانت تغيّر كل شيء على طول البلاد وعرضها.

لقاء “الإشتراكي- حزب الله” ، يؤكد أن الأخير ربح في تشتيت الجبهة التي كان جنبلاط بيضة القبّان فيها، حيث فقدت مع انعقاد لقاء كليمنصو حضورها وقوتها، كيف لا وجنبلاط كان أكثر المساهمين في “شيطنة” صورة الحزب ومشروعه ومقاومته؟

تؤكد مصادر مطلعة، أن جنبلاط قلقٌ من التحولات في المنطقة ويخاف أن تنعكس سلباً على التوازنات المحلية وعلى دوره، في حال تشكّلت على وقع التراجع الأميركي أو الهزيمة الإسرائيلية فيما لو وقعت الحرب مع “حزب الله” على خلفية التوتر المتعلق بالثروات البحرية والترسيم واستخراج النفط.

يبحث جنبلاط عن دورٍ في الإستحقاق الرئاسي، وخلطه للأوراق سيجعل فريقه السابق في حيرة، كما أن تموضعه الجديد، سيرتّب نتائج سياسيّة على هذا الإستحقاق. والجدير ذكره بحسب المصادر، أن تحالف جنبلاط المسيحي صار معدوماً، أمّا الإسلامي فباتت وجهته الحصريّة شيعيّة مع انسحاب الرئيس سعد الحريري من المشهد السياسي. بمعنى آخر، يسير جنبلاط نحو التشيّع السياسي بعد سنوات من محاربة المشروع “الشيعي”، أقلّه سياسياً.

وتختم المصادر، “يعلم جنبلاط أن تغييراً جوهرياً، طرأ في موازين القوى بين “حزب الله” وإسرائيل، والحزب بات مصدر قوة يمكن الإستفادة منه، لذلك تمثل الحركة الجنبلاطيّة إعلاناً واضحاً بسقوط مرحلة كاملة، كان جنبلاط محوراً فاعلاً فيها.

اخترنا لك