تحرص طهران على الظهور في موقع «غير المبالي» بنتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية التي فاز بها الجمهوري دونالد ترامب. لكنّ هذه النتيجة تفتح باب إعادة تطبيق سياسة «الضغوط القصوى» التي استنزفت إيران ماليّاً في عهد ترامب الأوّل، على مصراعيه من جديد، الأمر الذي تتخوّف منه طهران بشدّة، بيد أنّ الأخيرة اختارت حتّى اللحظة «دفن رأسها في الرمال» أمام الشارع الإيراني الذي قد ينفجر في أي لحظة ضدّ نظام الملالي، كما رأى متابعون للوضع في المنطقة.
ورأى هؤلاء المتابعون أن الجمهورية الإسلامية هي من أكثر المتأثرين سلباً في المنطقة بوصول ترامب إلى المكتب البيضوي، لافتين إلى أنّه لطالما كانت طهران تتّخذ مواقف عالية السقف أو تُظهرها غير معنية بحدث مهمّ، في العلن، في وقت كانت تتفاوض فيه مع واشنطن في سلطنة عُمان، أو أقلّه تبعث برسائل عبر جهات وسيطة للأميركيين من أجل إبقاء قناة اتصال، ولو غير مباشرة، مع واشنطن.
وفي سياق هذا المنطق الإيراني، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في وقت متقدّم من مساء الأربعاء: «بالنسبة إلينا، لا يهمّ على الإطلاق من فاز في الانتخابات الأميركية، لأنّ بلدنا ونظامنا يعتمدان على قوّتنا الداخلية وعلى أمّة عظيمة وشريفة»، مؤكداً أن أولوية طهران هي «تطوير علاقاتنا مع جيراننا والدول الإسلامية»، في حين اعتبرت الخارجية الإيرانية أن فوز ترامب يُشكّل فرصة لواشنطن «لمراجعة التوجّهات غير الصائبة السابقة وإعادة النظر فيها».
وبالإنتقال إلى مواقف ونشاطات الأذرع الإيرانية في المنطقة، رأى زعيم المتمرّدين الحوثيين عبدالملك الحوثي أن ترامب «سيفشل» في إنهاء القضية الفلسطينية، فيما كشف «المرصد السوري» أن الطائرة المسيّرة «المجهولة» التي تصدّت لها الدفاعات الجوّية السورية قبل أيّام، تابعة لـ»المقاومة الإسلامية في العراق»، وقد أُسقطت في ريف دمشق الغربي، ما دفع شعبة الاستخبارات العسكرية إلى اعتقال عنصرَين من كتيبة الإشارة التابعة لفيلق عسكري في المنطقة، كما أجرت تفتيشاً لهواتف عدد كبير من العناصر في الكتيبة، للتأكد من عدم تواصلهم مع أي جهة خارجية.
ووسط «الحرب الوجودية» التي تخوضها الدولة العبرية، وقّعت الدفاع الإسرائيلية صفقة تبلغ قيمتها 5.2 مليارات دولار، لشراء 25 طائرة من الجيل المقبل من مقاتلات «أف 15» مع شركة «بوينغ». والصفقة هي جزء من حزمة أوسع من المساعدات وافقت عليها الإدارة الأميركية والكونغرس في وقت سابق من هذا العام وتضمّنت خياراً لشراء 25 طائرة إضافية. وستُزوّد المقاتلات بأنظمة أسلحة مدمجة مع الأسلحة الإسرائيلية الحالية، بالإضافة إلى زيادة مداها وحمولتها. لكنّ تسليم المقاتلات سيبدأ عام 2031.
وكان لافتاً حصول توتّر فرنسي – إسرائيلي في القدس، حيث ذكر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت لفترة وجيزة مسؤولَين فرنسيَّين يعملان في موقع تاريخي تحت إدارة باريس في القدس أمس. وحصل الحادث عندما كان من المقرّر أن يزور بارو مجمّع كنيسة «باتر نوستر» الواقعة على جبل الزيتون في القدس الشرقية. واعتبر بارو أن تصرّف إسرائيل «غير مقبول»، لافتاً إلى أنه رفض دخول الموقع احتجاجاً على وجود الشرطة الإسرائيلية، في حين أشارت الخارجية الفرنسية إلى أن السفير الإسرائيلي في باريس سيُستدعى في الأيّام المقبلة.
وفي غزة، كثّفت القوات الإسرائيلية عمليات القصف أمس، وأصدرت مزيداً من أوامر الإخلاء، ما أدّى إلى موجة نزوح جديدة من شمال القطاع، حيث يخشى الفلسطينيون من ألّا يُسمح لهم بالعودة مجدّداً. ومع تقدّم الدبّابات الإسرائيلية في بيت لاهيا بعد شهر من بدء هجوم جديد على شمال القطاع، تدفّقت عشرات الأسر إلى مدارس وغيرها من ملاجئ إيواء النازحين في مدينة غزة وبحوزتهم ما استطاعوا حمله من أمتعة وطعام.