كتب العميد يعرب صخر
كان حزب إيران في لبنان قد قفز فوق الدولة اللبنانية، واتخذ وحده قرار الحرب الذي جر الويلات عليه وعلى لبنان. لماذا الآن، وقد بدأ البحث في قرار السلم، لا نرى أحدًا من السياديين، رؤساء الأحزاب، الكتل السياسية والنيابية المناهضة والرافضة لنهج هذا الحزب وحربه العبثية المدمرة، وأركان السلطة التنفيذية، يطالبون بالمشاركة في مناقشة وإقرار مخرجات التسوية؟
لماذا يُترك نبيه بري، رئيس البرلمان، الذي تقتصر وظيفته على التشريع والمراقبة وفتح مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، يختصر كل اللبنانيين ويختزل كل السلطات بيده، ليقرر منفردًا في مجال ليس من اختصاصه، بل هو اختصاص السلطة التنفيذية وصلاحية النواب ممثلي الشعب مجتمعين؟
بالممارسة الطويلة، يظهر أن مصلحة إيران وحزبها تغلب على مصلحة لبنان، ولا تُنسى المصالح الشخصية الضيقة في كل تقلب وتغير. سبق وأن ساوموا الإسرائيلي في ترسيم الحدود البحرية، وأهدوه 1430 كيلومترًا مربعًا من مياهنا وثرواتنا الكامنة. فكيف لا يتكرر الأمر الآن في الجو والبر والأرض والعرض، حفاظًا على مصالحهم على حساب مصلحة لبنان؟
ما يجري الآن هو تكرار لما حدث في 2006 بين إسرائيل والميليشيا بخصوص القرار الدولي 1701، حيث انقلب الطرفان عليه. كيف نسمح ويُسمح أن يبقى التفاوض بينهما، وليس بين دولة ودولة؟ بحيث تكون الميليشيا طرفًا على الطاولة، وليس مجرد حضور إلى الطاولة!
انتفض يا ميقاتي، فأنت أمام لحظة حساب تاريخي. انتزع وظيفتك ممن يمارسها زيفًا وزورًا وخبثًا عنك. هو ليس أهلًا لها، وهي ليست له.
وانتفضوا أيها المعارضون والسياديون ومدعو الوطنية، الأحزاب والنخب السيادية والنواب. اقتحموا مجلسي النواب والوزراء، قوموا بواجبكم، وافرضوا رأيكم وقراركم بفعلٍ حقيقي، قبل أن يفوت الأوان ويطمسكم المكان ويلفظكم الزمان، ويحاكمكم الإنسان. الآن، الآن وليس غدًا.
من انتزع منا قرار الحرب، علينا أن ننزع منه قرار السلم.