الميدان المُلتهب يُسابق الردّ على الورقة الأميركية

NW

“الكلمة للميدان”… هذا ما يقوله “حزب الله” لرفع معنويات مقاتليه ومناصريه.

ولكن يبدو أنّ الجيش الإسرائيلي يؤمن أيضاً بهذه العبارة، خصوصاً أنّه قرّر في الساعات القليلة الماضية، تحويل لبنان إلى أرض محروقة، للضغط باتّجاه إنجاح التسوية.

فقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ المنظومة الأمنيّة، أقرّت سياسة هجوميّة جديدة تقضي بشنّ غارة كل ساعتين في لبنان، من أجل دفع “حزب الله” للموافقة على الورقة الأميركية التي تسلّمها رئيس المجلس النيابي نبيه بري من السفيرة الأميركية ليزا جونسون، وتتضمّن خطّة لوقف إطلاق النار، لا يزال الطرف اللبناني يدرسها للردّ عليها.

وبالفعل، الميدان الملتهب، هي السياسة التي طبّقها الجيش الإسرائيلي طوال يوم أمس السبت، الذي شهد أعنف الغارات بين الجنوب وبيروت والبقاع، فتوالت بيانات الإنذار والإخلاء، واستُهدفت قرى الجنوب بعشرات الضربات الجوية، ولفًّ زنّار ناريّ منطقة صور وضواحيها التي طالها القصف أكثر من 10 مرّات خلال نصف ساعة، في حين كانت مواقع عدّة في الضاحية الجنوبية في مرمى عشرات الغارات.

هذا ووضعت القوات الإسرائيلية بطاريات مدفعيّة في جنوب لبنان لزيادة مدى النيران في عمق المنطقة، وأعلنت، بلدة المطلّة، منطقة عسكرية مغلقة على خلفية العمليات البرية عند الحدود الشمالية مع لبنان.

وفيما لا يزال أمين عام “الحزب” نعيم قاسم يصرّ على أنّ الجيش الإسرائيلي لم يدخل بعد أي قرية لبنانية، نشر الأخير مقطعاً مصوّراً، قال إنّها تظهر زيارة رئيس الأركان هيرتسي هاليفي، لجنوده في بلدة كفركلا الجنوبية. وقال هاليفي في الفيديو إنّ “حزب الله يدفع ثمناً باهظاً… ونحن سنواصل ضربه بشدّة ونستكمل الهجوم في العمق”.

وجاء التّصعيد الإسرائيلي، الذي قابله “الحزب” بهجمات صاروخية، طالت إحداها مدينة حيفا، عشية زيارة مرتقبة لكبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، آموس هوكستين، إلى لبنان وإسرائيل، يومَي الثلثاء والأربعاء.

وبانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع الأمنية والسياسية ومفاوضات وقف إطلاق النار، لا يزال البطريرك مار بشارة الراعي، يرفع الصوت من أجل الإسراع بانتخاب رئيس، وهي الدعوة التي جدّدها خلال ترؤسه قدّاساً في العاقورة، حيث صلّى، في عظته، من أجل وقف الحرب الدائرة بين “حزب الله” وإسرائيل، وأن يحلّ السلام العادل والدائم والشامل، وتمنّى أن “يمسّ الله ضمائر معرقلي انتخاب رئيس للجمهوريّة، بحيث يقوم نوّاب الأمّة بواجبهم الوطنيّ المشرّف، ويلتئم المجلس النيابيّ بروح المسؤوليّة لانتخاب الرئيس في دورات متتالية”.

اخترنا لك