متى يبلغ المسؤولون اللّبنانيّون سنّ الرّشد ؟!

بقلم كريم حمدان

هل حنّ بعض قادة المعارضة للذّهاب إلى دمشق؟!

بعد الزّلزال الكبير الّذي حصل في المنطقة، وما نتج عنه من ضرب حركة حماس في غزّة، ومن ثمّ ضرب حزب الله في لبنان، وسقوط نظام الأسد في سوريا، وانكفاء إيران.

*هل حنّت المعارضة لزيارة دمشق ؟!

شرح مقتضب

دخل الجيش العربي السّوري إلى لبنان في منتصف سبعينيّات القرن الماضي، من ضمن مجموعة جيوش عربيّة، تحت اسم قوّات الرّدع العربيّة، للفصل بين القوى المتصارعة أثناء الحرب الأهليّة.

بعد فترة قصيرة، غادرت الجيوش العربيّة وبقي الجيش السّوري “الشّقيق” وعاث فسادًا في البلاد والعباد؛ من ظلم وإذلال… وما زالت مآثرهم ماثلة للعيان بدليل خروج المعتقلين اللّبنانيّين من السّجون السّوريّة “مَن بقي منهم على قيد الحياة” بعد ما يزيد عن أربعة عقود على توقيفهم، ولم تُعرف جريمتهم، وبأيّ حقّ تمّ إيقافهم.

اغتالت خيرة رجالاتنا من روؤساء، ومفكّرين، ورجال دين، وسياسيّين، وصحافيّين، وقادة رأي، وأذلّوا من بقيوا أحياء، وكان يفرض عليهم الحج، وبشكل دائم، إلى المندوب السّامي في عنجر، سواء كان اللّواء “غازي كنعان” الّذي سلّمه الرّئيس “رفيق الحريري” مفتاح مدينة بيروت ولم يسلم من شرّهم، فما لبثوا أن اغتالوه في أبشع جريمة موصوفة في التّاريخ الحديث، وصولًا إلى العميد “رستم غزالي” وإمعانه في إذلال اللّبنانيّين آنذاك حتّى باتوا يتدخّلون بكلّ شاردة وواردة ابتداءً من “تعيين” رئيس الجمهوريّة، وصولًا إلى تعيين ناطور. بالنّسبة إليهم، يتمّ التّعاطي معهما بنفس الطّريقة والأسلوب، مع احترامي الشّديد لكلّ منهما، ولكن هذا هو الواقع.

ليس بالضّرورة أن نذكر كلّ أفعالهم وجرائمهم، إنّما للتّذكير فقط لمن خانتهم الذّاكرة.

معظم الأوقات، كان يدور الحديث بالخفاء، هل يمكن أن ينسحب الجيش السّوري من لبنان ؟ غالبًا ما يقال مستحيل، وكأنّه أصبح قدرًا محتومًا، وأصبحنا المحافظة رقم 17 يحكمها المندوب السّامي، أو الحاكم العسكري في عنجر، حتّى تاريخ اغتيال الرّئيس رفيق الحريري بتاريخ 14 شباط عام 2005.

بذاك التّاريخ، ولحسن الحظّ، كان يوجد على رأس الإدارة الأمريكيّة “جورج بوش” والرّئيس الفرنسي “جاك شيراك”، وتلاقت مع إرادة الدّاخل، ولولا وجود وتكامل هؤلاء لكان مصير اغتيال الرّئيس الحريري كمن سبقه، مثل: الرّئيس معوّض، والرّئيس كرامي، والمفتي حسن خالد، والرّئيس بشير الجميّل، وقبلهم المعلّم كمال جنبلاط، ولم يتغير شيء.

– علمنا من وسائل الإعلام أنّ بعض القادة اللّبنانيّين ينوون القيام بزيارة دمشق للقاء قائد الثّورة “أحمد الشّرع”. ما سرّ هذه الزيارة ؟! ما الغاية منها ؟! وما الفائدة؟!

– هل نحن أمام وصاية جديدة ؟!

– أين مصلحة لبنان من هذه الزيارة ؟!

– لماذا يذهبون ؟ وبأيّة صفة ؟ هل لهم صفة وظيفيّة مثلًا كي يكون طابع الزّيارة بين دولة ودولة ؟! وإذا لم يكن لهم صفة تمثيليّة، كيف تسمح لهم الدّولة بالتّجاوز ؟ وإلى متى ستبقى الدّكاكين مشرّعة في هذا البلد ؟!

– قدّمنا الكثير من التّضحيات، وعملنا المستحيل للخلاص من الوصاية، وها أنتم تعيدونها من جديد، وكأنّه قُدِّر للّبنانيّين ألّا يعيشوا أحرارًا، لا بل أن يتنقّلوا من وصاية إلى أخرى، كون بعض المسؤولين لم يبلغوا سنّ الرّشد بعد، وعاجزين عن إدارة شؤونهم.

اخترنا لك