هل أيُّ معارضة كانت لـ “حزب الله” خيرٌ منه ؟

بقلم د. علي خليفة

يجتمع بعض مريدي “حزب الله” ومعارضيه على الترويج لفكرة توحيد المعارضات بوجهه كشرطٍ لنجاح المشروع البديل. بالمقابل، إن استباق أي طرف معارض للإعلان عن تشكيل إطاره، سواءً على سبيل المباغتة أو على سبيل لَيّ الأذرع الأخرى، يطرح سؤالاً مفصليّاً: هل أيُّ معارضة كانت لـ “حزب الله” خيرٌ منه ويقتضي القبول بها كمشروع بديل عنه؟

ما أشبه واقع الطائفة الشيعية بباقي الطوائف في لبنان وما أشبه الممارسة السياسية وأدواتها اليوم بالأمس القريب. فهل الطوائف منتظمة بوحدتها أو بمعارضاتها حتى نطلب من الشيعة توحيد المعارضات بوجه “حزب الله” كشرط لخرقه؟ ثم لماذا يجتمع على الترويج للأمر بعض مريدي “حزب الله” أيضاً؟ ليس في ذلك إشارة فحسب إلى تظهير التشتت المزعوم في صفوف المعارضين، بل إن الأمر ينطلي على ما هو أدهى: توحيد المعارضات يتطلّب تخفيض السقوف، والتلاقي على سبيل التقاطع، وتدوير الزوايا وتكعيب الدوائر… وفي منطقة الالتباس الناشئ، تستجدّ وجوه وتستعاد أدوار. الياس جرادي متلبّساً أدوار أسعد حردان هو ثمرة توحيد المعارضات في دائرة الجنوب الثالثة بوجه “حزب الله” خلال الانتخابات النيابية الأخيرة.

هذا الإطار الموحد للمعارضات بوجه “حزب الله” هو ما يريده “حزب الله”.

بالمقابل، في دائرة الجنوب الثانية، حيث لم تتوحد المعارضات، ثمة دروس مستفادة وملهمة لفهم ما تشهده الساحة الشيعية اليوم. أول من أعلن تسجيل لائحة بوجه الثنائي كان رياض الأسعد، مجهضاً بشكل مسبق أي محاولة للتوحيد بل مقتصراً على ذاته الحدود ببقاء لائحته غير مكتملة، صورة غير جامعة، متأبطاً فيها يد بشرى الخليل التي تشرئبّ للدفاع عن “المقاومة” ونظام الأسد البائد…

هذا الإطار المعلن سريعاً بسقف محدّد سلفاً يخدم “حزب الله”.

وكان ثمة قوى التغيير. بلا مشروع سياسي. التغيير للتغيير، النضال للنضال، مظلّة مخرومة يحملها شوارد اليسار ويتقاسمون في ظلالها النفوذ مع “الحزب الشيوعي” في الجنوب. يعارضون “حزب الله” لكنهم أصحاب إيديولوجيا تخدم ببنيتها القاعدية مآرب “حزب الله” ويرفضون التحالف مع الأحزاب السيادية لخرقه. فتبقى معارضتهم واجهات.

إن “حزب الله” في مرحلة الانحسار والضعف كما في مراحل سطوته وبطشه يريد معارضات محدّدة ليتفادى معارضات يأباها. ويتغذى بعض الخطاب السياسي الرائج على ما يخدم مآربه. أيُّ معارضة كانت لـ “حزب الله” خيرٌ منه نعم… بشرط ألا يكون “حزب الله” فيها، بمعنى أن له دوراً في تشكلها أو أنها تؤدّي وظيفة له.

اخترنا لك