نبيه بري يمد رجليه من نافذة المجلس ونواب الأمة يتفرجون عليهما

بقلم غسان صليبي

لم يكن بإمكاني تخيّل هذا المشهد المخذي الذي يعبّر عما آلت إليه جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، لولا جواب الرئيس بري على سؤال طرحه عليه النائب سامي الجميل.

فقد سأل الجميل بري ” على اي مادة تستند لتحديد النصاب ؟” فأجابه بري “مادة إجريها من الشبّاك”، ما استدعى رداً من الجميل “هذا ليس وقت المزاح دولة الرئيس”.

سؤال الجميّل مهم بقدر ما هو مُستغرب، فكيف يأتي النواب إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية ولا يعرفون اي مادة يطبّقون، كما ان رده على بري مُستغرَب أيضا
إذ إعتبر ما قاله مزاحا، فيما هو إهانة صريحة للدستور وللنواب وللشعب اللبناني الذي ينتظر بفارغ الصبر انتخاب رئيس وتأليف حكومة جديدة لعلهما يساعدان على انتشاله من حالة البؤس والقهر التي يعيشها.

مُستغرب كذلك صمت النواب الآخرين على ما جاء على لسان بري، ومتابعتهم للجلسة وكأنهم لم يبصق عليهم احد، وكأن المطر هو ما كان يتساقط داخل المجلس على رؤوسهم.

فضلا عن ان الجميل لم يطرح سؤاله على هيئة غير معنية بتفسير الدستور، بل على رئيس للمجلس النيابي، سبق أن خاض جدالا مع الرئيس عون حول من يحق له تفسير الدستور، متمسكا بصلاحية المجلس النيابي وليس المجلس الدستوري بهذا الخصوص.

عندما تكلم بري عن المادة الدستورية التي تمد رجليها من الشباك، وفي المشهد كثير من الاسترخاء واللامبالاة
بإنتخاب الرئيس وبدستوريته، انما كان يعبّر دون أن ينتبه، عن طريقة إدارته هو لعملية انتخاب رئيس للجمهورية، فكأنه جالس على كرسيه مادا رجليه من الشباك، فيما معظم النواب يتفرجون عليهما من الخارج.

اخترنا لك