بقلم الدكتور إياد الخليل
المشكلة الحقيقية ليست في نواف سلام، بل تكمن في بنية النظام السياسي القائم على فيدرالية الطوائف، حيث يصبح أي تغيير مرهونًا بموازين القوى الطائفية.
نواف سلام لم يصل عبر انقلاب، ولا هو انقلابي، وليس المطلوب منه أن يكون كذلك. إنه رجل قانون ملتزم بالدستور، ويدرك تعقيدات التاريخ والسياسة في لبنان.
كما أن أي رئيس مكلّف، بغض النظر عن اسمه، لا يمكنه تجاوز التوازنات الطائفية والسياسية المفروضة، إذ يحتاج إلى ثقة المجلس النيابي لتشكيل حكومته.
ما تحقق حتى الآن قد يكون خطوة متقدمة، لكنه لا يشكّل تغييرًا جذريًا حتّى الآن. من غير الواقعي تحميله مسؤوليات تفوق قدرته أو قدرة البلد على تحملها في هذه المرحلة الدقيقة.
فلبنان يرزح تحت أزمات متراكمة: انهيار اقتصادي، فراغ سياسي، عدوان إسرائيلي مدمّر ما زالت تداعياته قائمة، استمرار الاحتلال لأجزاء من أراضينا، وشبح الحرب الذي لا يزال جاثمًا.
فلمنحه فرصة تشكيل الحكومة ولنفكر جيدًا: ما هو البديل عن نواف سلام؟
الاستمرار بحكم الأمر الواقع مع نجيب ميقاتي او اعادة تكليفه؟ أم القفز نحو خيار اسواء مثل فؤاد مخزومي؟!
الوضع لا يحتمل المزيد من الأزمات. المطلوب اليوم هو الاستقرار والتعقّل والخروج من دوامة الأزمات المدمرة.