إستعادة السيادة وبناء الجنوب : المهمة المستحيلة ؟

بقلم بلال مهدي – خاص بوابة بيروت

إن استعادة الأراضي المحتلة وضمان فرض الأمن على كامل حدود الجمهورية ليست مجرد شعارات، بل مسؤولية وطنية لا يمكن تحقيقها إلا عبر مؤسسة الجيش، التي يجب أن تحظى بالدعم اللازم من العتاد والعديد، وتمكينها من الانتشار الكامل في الجنوب والبقاع والحدود الشمالية والشرقية.

وحده الجيش اللبناني، كجيش وطني جامع، يستطيع أن يفرض سيادة الدولة على أراضيها، دون أن يكون رهينة حسابات فئوية أو مشاريع خارجية.

لكن ما هو أخطر من غياب السيادة العسكرية، هو ملف إعادة إعمار الجنوب، الذي بات ساحة جديدة لتكريس الهيمنة السياسية. فبعد الدمار الذي خلفته “حرب الإسناد”، يعمل “الثنائي الفاسد” بكل جشع للسيطرة على أموال الإعمار، ليس لإعادة بناء القرى والمنازل، بل لاستثمارها في مشروعه المفلس، الذي يهدف إلى تطويع المواطنين وإخضاعهم لسلطته، عبر شبكات الولاء السياسي والاقتصادي.

كل يوم يكبر الخوف، كما يكبر حجم الجرح الذي خلّفته التضحيات، بينما اللبنانيون الذين خسروا منازلهم باتوا مشرّدين داخل وطنهم، لا لشيء إلا لأنهم رفضوا أن يكونوا أدوات في لعبة الطائفية والتبعية للخارج.

هؤلاء المواطنون، الذين قدّموا أغلى ما لديهم، لا يستحقون أن يُتركوا رهائن الفساد والمزايدات السياسية، بل يحتاجون إلى دولة حقيقية تضمن حقوقهم وتعيد إليهم بيوتهم وحياتهم، لا إلى زعامات ترى في الخراب فرصة جديدة للهيمنة ونهب المال العام.

إن استعادة الجنوب ليست مجرد قضية أمنية، بل معركة وطنية لاستعادة الدولة من قبضة الفساد والتبعية، وإعادة بناء لبنان الذي يستحقه جميع أبنائه.

اخترنا لك