بقلم د. فؤاد سلامة
هللويا هللويا،
ولدت الحكومة الأولى للعهد الجديد،
حكومة طال انتظارها،
وطار منها الهيلاهو..
حكومة لن نطبّل لها،
ولكننا سنضعها تحت مبضع النقد..
خمس وثلاثون عاماً من حكم الرعاع،
المتجلببين بثياب السلطة المزركشة..
ولادة الحكومة كانت جراحية،
والجنين تعسّر خروجه كثيراً،
قبل أن يبصر النور أخيراً،
بل كاد يختنق في عنق الرحم،
لولا القابلة صاحبة الثوب الأحمر،
كما أشاع البعض ربما خطأً،
ربما كانت صدفة،
صدفة خير من ألف ميعاد..
حكومة تجمع ثلة من الكفاءات العلمية،
سيكون أمامها مائة يوم،
للحكم على أفعالها..
أما النزاهة فسيكون الحكم عليها بعد سنة،
لأن النزاهة تحتاج لزمن أطول لإثباتها،
العمل تظهر نتائجه بسرعة،
أما النزاهة فتنكشف بمرور زمن،
لن يكون طويلاً بوجود رقابة قوية..
فساد منظومة الممانعة فساد أسطوري،
فساد لا نحتاج لتحقيق لكشفه،
فساد معلق كنجمة على جبينهم..
أما الراديكاليون المتشائمون دوماً،
الشاكون والقائلون،
حكومة العهد الأولى لن تصنع المعجزات،
نردد أن الراديكالية في الرأي،
لم تكن غالباً إلى جانب الصواب.
لم أحفظ أسماء وزراء لبنان في الماضي،
ولكني حفظت بعض أسماء وزراء،
في حكومة اللص الطويل،
تلك التي أنهكت شعبنا،
وخرّبت بيوتنا المتداعية بالأساس،
والتي زادت خراباً وانهارت أساساتها..
نشير لوزراء مضحكين،
وزراء الطاقة والأشغال والاقتصاد،
حملة شهادات غربية عالية المستوى،
كما قيل وربما في ذلك مبالغة،
حملة شهادات يجب نقعها في الخل،
هؤلاء لم يكونوا أكثر من كركوزات..
وأما وزراء الثقافة والعمل
فكانوا نموراً من ورق،
ثقافة صفر وعمل تحت الصفر،
أما وزير التربية والتعليم،
فقرأنا أنه انتقم من موظفة متعاقدة انتقدته،
ولم يحترم قرار قضاء برّأها،
وأما وزير الخارجية البائس،
لا يصلح أن يكون أكثر من موظف،
في حكومة جرذ سوريا الفار..
منظومة العهر والفساد بأكملها،
صارت محشورة كي لا نقول أكثر،
وغير قادرة على الحركة والخربطة،
لم يُصبها التحجيم فقط،
وإنما الزرك بركن ضيق،
لا ثلث يعطلون به إصلاحاً،
ولا ميثاقية يهددون بفرطها،
ولا توقيع ثالثاً يعرقل قراراً حكومياً..
وأما وجود وزير مالية يمكن أن يعطل إصلاحات مالية مطلوبة،
فقرار الأكثرية الحكومية وضغط الرئيسين،
سيلزمه بالتوقيع رغم أنف المنظومة،
إلا إذا دعمه وزراء القوات،
وذلك سيكون امتحاناً لحزب القوات،
الذي يقول من زمان إنه إصلاحي..
وجود وزراء ذوي كفاءات وخبرة،
بغض النظر عن الجهة التي اقترحتهم،
فهو ضمانة أكبر أن منظومة إيران
ستغلق فمها مؤقتاً،
وقد تعمل جهدها لتنجز شيئاً ولو ضئيلاً،
لتثبت أنها قادرة على البناء،
وليس فقط على الهدم والتخريب..
وأما عصا “الأمبريالية” المرفوعة،
فإن حكام “الطائف” الأشاوس،
بحاجة لأكثر من عصا ومن دون جزرة..
مائة يوم سننتظرها بأحر من الجمر،
وإذا انقضت فربما نغير رأينا،
ونعتذر من هذا المقال،
أو نكتب أكثر من مقال،
في مديح حكومة العهد الأولى..