بقلم رياض عيسى
بعد طول انتظار، أبصرت الحكومة اللبنانية النور، لتكون أولى حكومات العهد الجديد في ظل رئاسة العماد جوزاف عون وبرئاسة القاضي نواف سلام. ومع هذا التشكيل، يترقب اللبنانيون بقلق وأمل أداء هذه الحكومة، في ظل أزمات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، وانهيار شامل يطال مختلف القطاعات.
ماذا ينتظر اللبنانيون من هذه الحكومة؟
يتطلع اللبنانيون إلى حكومة مختلفة عن سابقاتها، من حيث الأداء والالتزام والنتائج، إذ لم يعد هناك متسع من الوقت أو الطاقة لتحمّل مزيد من الفشل أو التسويف. والمطالب واضحة:
وقف الانهيار الاقتصادي والمالي: عبر استعادة الثقة بالمؤسسات المالية، وضبط سعر الصرف، وإعادة هيكلة المصارف، وحماية أموال المودعين.
إصلاح قطاعي الكهرباء والمياه: إذ لم يعد مقبولًا استمرار الفشل الذريع في تأمين أبسط الخدمات الأساسية.
محاربة الفساد: عبر تفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة، ووضع حدّ للصفقات المشبوهة والهدر.
تعزيز استقلالية القضاء: لضمان العدالة والمحاسبة الفعلية، بعيدًا عن التدخلات السياسية.
إعادة بناء مؤسسات الدولة: من خلال تفعيل دور الإدارات العامة، وإعادة هيكلة الوظائف على أساس الكفاءة، بعيدًا عن المحاصصة السياسية والطائفية.
استعادة ثقة المجتمع الدولي: عبر الالتزام بالإصلاحات المطلوبة، لتأمين الدعم المالي والاستثماري.
وضع خطة اجتماعية شاملة: لدعم الفئات الأكثر ضعفًا، وتأمين شبكة أمان اجتماعي حقيقية.
تحسين النقل العام ومعالجة فوضى الدراجات النارية والتوكتوك: لضبط الفوضى في قطاع النقل وتخفيف العبء على المواطنين.
حماية الأمن الداخلي والسيادة الوطنية: عبر ضبط الحدود، ومنع الفلتان الأمني، وإنهاء الاقتصاد الموازي غير الشرعي.
ما يجب أن تكون أولويات الحكومة؟
إجراءات عاجلة لكبح التضخم وضبط سعر الصرف.
خطة طوارئ لقطاع الطاقة، تشمل الكهرباء والمحروقات.
إصلاح النظام القضائي وتعزيز استقلاليته.
إطلاق مشاريع تنموية لتأمين فرص عمل.
مفاوضات جادة مع المؤسسات الدولية والدول الداعمة.
التحدي الأكبر: هل تكون هذه الحكومة الفرصة الأخيرة؟
اللبنانيون يريدون أفعالًا لا أقوالًا. فإما أن تكون هذه الحكومة بداية إصلاح حقيقي، أو أنها ستتحول إلى محطة جديدة في رحلة الانهيار المستمر. الكرة اليوم في ملعبها، وعليها إثبات أنها حكومة إنقاذ، لا حكومة تصريف أزمات!