لبنان أمام فرصة جديدة : هل نكون على قدر الحلم ؟

بقلم كوثر شيا

أيها اللبنانيون، أنتم قلب هذا الوطن النابض، أنتم الذين حملتم لبنان في أصعب الظروف، ولم تفقدوا الأمل رغم المحن المتتالية. اليوم، يقف وطننا عند مفترق طرق جديد، مع حكومة جديدة برئاسة نواف سلام، وأمامها فرصة لإعادة بناء دولة عادلة وقوية، تُعيد للمواطن كرامته وللبنان مكانته.

نحن نعلم أن التحديات كبيرة، من أزمات اقتصادية خانقة إلى دمار خلّفته الحرب الأخيرة، إلى فساد استنزف مؤسسات الدولة. لكن هل سنقف مكتوفي الأيدي؟ أم أننا سنكون جزءًا من الحل، نراقب، نطالب، ونعمل معًا لإنجاح هذه الفرصة؟

حكومة الفرصة الأخيرة ؟

بعد أكثر من عامين من الجمود السياسي، وبعد خسائر تجاوزت 8.5 مليار دولار بسبب الحرب، جاءت هذه الحكومة بأولويات واضحة:
1. إنقاذ الاقتصاد من الانهيار واستعادة الثقة الدولية.
2. إعادة إعمار ما دمّرته الحرب ومدّ الجسور بين أبناء الوطن الواحد.
3. تحقيق الاستقرار عبر تنفيذ القرار 1701 وحماية السيادة اللبنانية.

لكن، لا حكومة تستطيع النجاح وحدها. النجاح يبدأ من كل واحد فينا، من إيماننا بأن التغيير ممكن، ومن إرادتنا بأن نكون جزءًا من بناء لبنان الجديد.

كيف ندعم التغيير ؟

الحكومات لا تُبنى بالخطابات وحدها، بل تحتاج إلى شعب واعٍ يراقب، يسائل، ويشارك في صنع مستقبله. التغيير الحقيقي يبدأ عندما:
• ندعم الكفاءات ونرفض المحسوبيات: هذه الحكومة ضمت لأول مرة خمس نساء في مناصب وزارية، ووجوهًا جديدة مستقلة. علينا أن نشجع هذه الخطوات وندفع نحو مزيد من الإصلاحات.
• نطالب بالمحاسبة والشفافية: لا يجب أن نرضى بأن يكون مصير هذه الحكومة مثل سابقاتها. علينا أن نكون صوتًا يرفض الفساد، ويطالب بإجراءات ملموسة تعيد الحقوق إلى أصحابها.
• نحافظ على وحدتنا الوطنية: لبنان ليس لطائفة دون أخرى، وليس لفئة دون أخرى. إنه لنا جميعًا، ولن ننهض إلا إذا عملنا بروح الفريق الواحد.

هل تعيد الحكومة “حق الشعب للشعب”؟

المطالب واضحة:
• عدالة اجتماعية: دعم الفئات الأكثر تضررًا من الأزمة.
• استقلالية القرار السياسي: تقليص نفوذ الأحزاب المسلحة.
• انتخابات نزيهة في 2026 دون تدخلات داخلية أو خارجية.

الرهان الأخير: فرصة للإنقاذ أم سقوط جديد؟

رغم الترحيب الدولي الحذر، فإن هذه الحكومة تواجه ثلاثة اختبارات صعبة:
1. القدرة على العمل الجماعي رغم الخلافات السياسية.
2. الضغط الشعبي المطالب بحلول فورية للأزمة المعيشية.
3. التوازن الإقليمي بين الضغوط الخارجية والواقع الداخلي المعقّد.

البنان قادر على النهوض من جديد

رغم التحديات والضغوط، يبقى الأمل هو المحرّك الأساسي نحو التغيير. هذه الحكومة أمام فرصة حقيقية لتصحيح المسار، والشعب اللبناني يستحق أن يرى أفعالًا تترجم وعود الإصلاح إلى واقع ملموس. لا شك أن الطريق طويل، لكن كل خطوة في الاتجاه الصحيح تُقرّبنا من لبنان الذي نحلم به.

المستقبل لا يُصنع بالانتظار، بل بالعمل المشترك. وإذا تضافرت جهود الحكومة والمواطنين، وإذا استمرت الرقابة الشعبية الواعية، فإن لبنان قادر على النهوض من جديد، أقوى، أعدل، وأكثر ازدهارًا. فلنمنح الأمل فرصة، ولنعمل معًا من أجل غدٍ أفضل.

اخترنا لك