لبنان 2030 : رؤية سياحية شاملة تجمع التراث الفينيقي والقلاع العظيمة مع الاقتصاد الأخضر

بقلم كوثر شيا

مع انطلاق لبنان نحو مرحلة إعادة الإعمار، تُطرح رؤية طموحة تدمج التراث الفينيقي العريق مع الابتكار البيئي والاقتصادي، بالشراكة بين جميع الوزارات والبلديات والمنظمات المحلية والدولية. هذه الرؤية لا تقتصر على السياحة فحسب، بل تُعيد تعريف الهوية اللبنانية كجسر بين الحضارات، وتُحيي تاريخًا يمتد لأكثر من 5000 عام، مع دعم الاقتصاد عبر زراعة القنب كبديل بيئي واقتصادي ذكي.

المحور الأول: إبراز الإرث الفينيقي والقلاع كأعمدة سياحية أساسية

لبنان هو متحف مفتوح، حيث 70% من أراضيه تحوي مواقع أثرية، بدءًا من مدن فينيقية مثل جبيل وصيدا، إلى قلاع صليبية وإسلامية عملاقة مثل قلعة الشقيف وقلعة طرابلس. لتوحيد هذه الكنوز تحت مظلة واحدة:

1. مشروع الطريق الفينيقي العالمي:

بالتعاون بين وزارة الثقافة والبلديات ومنظمة اليونسكو، سيتم ربط المواقع الفينيقية عبر مسار سياحي ممتد من الجنوب إلى الشمال، مع إنشاء مراكز تفسيرية في كل موقع مثل معبد أشمون في صيدا، تستخدم تقنيات الواقع الافتراضي لإعادة بناء المدن الفينيقية كما كانت قبل آلاف السنين.

تطبيق Phoenicia Quest سيقدم جولات تفاعلية بلغات متعددة، مع قصص مصورة عن التجارة الفينيقية وابتكار الأبجدية.

2. تحويل القلاع إلى وجهات حية:

بالشراكة مع الجيش اللبناني والقطاع الخاص، سيتم تنظيم عروض الصوت والضوء في قلعة بعلبك لسرد تاريخها الروماني والفينيقي، وإطلاق مهرجان سنوي في قلعة طرابلس بعنوان أسبوع الحضارات يعيد تمثيل حقبات تاريخية مختلفة.

دعم الحرفيين المحليين عبر إنشاء أسواق دائمة داخل القلاع لبيع منتجات تراثية مستوحاة من الفن الفينيقي.

المحور الثاني: دمج الزراعة المستدامة مع السياحة البيئية

لبنان يحتاج إلى نموذج اقتصادي يُوازن بين التراث والبيئة. هنا يأتي دور وزارة الزراعة والبلديات في تطوير:

1. مشروع وادي القنب الأخضر في البقاع:

تحويل زراعة القنب إلى اقتصاد قانوني خاضع لمعايير دولية، مع إنشاء مصانع صغيرة لتحويله إلى منتجات صديقة للبيئة مثل الألياف النسيجية، الورق، والزيوت الطبية.

تنظيم جولات سياحية من البذرة إلى المنتج بالشراكة مع المزارعين، لتعزيز السياحة الزراعية وتشغيل الشباب.

2. السياحة البيئية في المحميات الطبيعية:

دمج المسارات السياحية في محميات مثل أرز الشوف مع مزارع القنب العضوية، لتعزيز فكرة السياحة الخضراء.

بالتعاون مع منظمات دولية، سيتم إطلاق برنامج سياحة الكربون الصفري حيث يزرع السائح شجرة أرز أو قنب مقابل تعويض انبعاثات رحلته.

المحور الثالث: شراكة استثنائية بين جميع الفاعلين

النجاح يتطلب خارطة طريق واضحة بتنسيق بين:

الحكومة المركزية:

وزارة السياحة: إنشاء هيئة وطنية للتراث لإدارة المواقع الأثرية.

وزارة الطاقة: تزويد المواقع التاريخية بأنظمة طاقة شمسية لتشغيل عروض التكنولوجيا الحديثة.

البلديات:

برنامج بلدية تراثية يمنح شهادة تميز للبلديات التي تحافظ على مواقعها وتدمجها بخطط سياحية مثل بلدية صور في تطوير الميناء الفينيقي.

المنظمات المحلية والدولية:

الجمعيات الأثرية: تدريب مرشدين سياحيين متخصصين في التاريخ الفينيقي.

البنك الدولي: تمويل مشاريع البنية التحتية حول المواقع الأثرية.

التحديات والحلول الذكية

1. تدهور بعض المواقع الأثرية:

فرض رسوم دخول رمزية على الزوار، تُستخدم مباشرةً لترميم المواقع.

2. الوصول إلى المناطق النائية:

إطلاق حافلات سياحية كهربائية برعاية شركات السيارات العالمية تربط بين القلاع والمواقع الفينيقية.

3. الصورة النمطية عن لبنان:

إنتاج فيلم وثائقي بالشراكة مع Netflix بعنوان فينيقيا: أسرار من تحت البحر، يُظهر الاكتشافات الأثرية الحديثة في مدينتي صور وجبيل.

الرؤية النهائية: لبنان 2030

بحلول العام 2030، سيكون لبنان وجهة عالمية حيث:

السائح يتنقل بين قلعة عمرها 1000 عام ومزرعة قنب حديثة في نفس اليوم.

الأبجدية الفينيقية تُدرّس للزوار عبر ألعاب تفاعلية في متحف جبيل.

الاقتصاد اللبناني يعتمد على ثلاث ركائز: التراث، الزراعة الخضراء، والابتكار.

هذا ليس حلمًا، بل خطة عملية تحتاج إلى إرادة الجميع. تابعوني للمزيد من التفاصيل…

اخترنا لك