العميد جورج نادر : عدم الإنسحاب “الإسرائيلي” من بعض النقاط جنوب الليطاني كان متوقعاً

«على حزب الله أن يقرأ المشهد الإقليمي الجديد بتمعن وبصيرة»

بقلم زينة طباره

رأى العميد الركن المتقاعد جورج نادر، في حديث إلى «الأنباء»، ان موقف الحكومة الإسرائيلية القاضي بعدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض النقاط في جنوب لبنان تطبيقا لاتفاقية وقف إطلاق النار «كان متوقعا».

ومن وجهة نظره «قد تستمر إسرائيل باحتلال القرى والتلال اللبنانية الحدودية، بحجة ان لبنان لم ينفذ المطلوب منه في القرار الدولي 1701، وملحقاته المدرجة في الاتفاقية المذكورة التي كان رئيس مجلس النواب نبيه بري عرابها والتي وقعت عليها حكومة تصريف الاعمال السابقة».

وأضاف «يراهن الرأي العام اللبناني على حكومة الإصلاح والإنقاذ برئاسة القاضي الدولي د.نواف سلام، لإسقاط الذرائع الاسرائيلية وتحرير الجنوب من نيران الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عبر تطبيق كامل القرار الدولي 1701 وملحقاته في اتفاقية وقف إطلاق النار، بدءا باستكمال انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، مرورا بتفكيك كامل البنية العسكرية التحتية والفوقية لحزب الله ومصادرة سلاح الجماعة الإسلامية، إضافة إلى سلاح المخيمات الفلسطينية، وصولا إلى ترسيخ الأمن والاستقرار وبسط نفوذ الدولة على كامل الأراضي اللبنانية».

وردا على سؤال، أكد نادر «ان ما نسمعه من تهديدات لإسرائيل في حال استمرارها برفض الانسحاب من القرى والتلال في جنوب الليطاني، لا يتعدى عتبة المواقف الشعبوية والاستهلاك الإعلامي، خصوصا ان مطلقي التهديدات يدركون أكثر من سواهم بأن الخيارات العسكرية لحزب الله اصبحت محدودة جدا.

ولم يعد بالتالي (الحزب) قادر على خوض حرب جديدة ضد إسرائيل، أي انه أصبح بنتيجة موافقته على اتفاقية وقف إطلاق النار، وبفعل المتغيرات المحلية والإقليمية وأبرزها سقوط نظام الأسد في سورية وانقطاع سبل امداده بالمال والسلاح، ملزما بتفكيك قواعده العسكرية وتسليم سلاح إلى الشرعية اللبنانية».

وتابع «على حزب الله ان يقرأ المشهد الإقليمي الجديد بتمعن وبصيرة. فسورية الأسد كمعبر رئيسي لماله وسلاحه، وكنظام حاضن لأجندته الايرانية، وكساحة من ساحات الممانعة والثورة الايرانية انتهت إلى غير رجعة. ولم يبق أمامه بالتالي سوى تفكيك ما تبقى من ترسانته العسكرية وتسليمها إلى الجيش اللبناني كخطوة ملزمة لابد منها، لسحب ذريعة إسرائيل ببقاء جيشها في جنوب الليطاني، على ان يتولى الجيش اللبناني وحده مهمة الدفاع عن السيادة اللبنانية، سيما انه (الجيش) يستمد قوته في الدفاع عن لبنان أرضا وشعبا وسيادة من شرعيته المعترف بها أمميا، لا من ثورة ايديولوجية هنا أو من ساحة مسلحة هناك».

وأردف «لا شك في ان إسرائيل تسعى إلى تحقيق مشروعها الأم التوراتي، الا وهو إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات. هذا الأمر يفرض علينا كلبنانيين قطع الطريق أمامها، أولا عبر سحب ذريعة بقائها في القرى التي احتلتها بنتيجة حرب الإسناد وتطبيق القرار 1701 وما تبعه من ملحقات. وثانيا عبر تسليح الجيش اللبناني بالتوازي مع تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية».

وعن قراءته لمجريات الاحداث على الحدود اللبنانية مع سورية شمال شرق البقاع، قال نادر «جل ما يمكن اختصار هذه المشهدية المأساوية، ان حزب الله يقاتل هيئة تحرير الشام تحت مسمى عشائر البقاع تجنبا لردود الفعل المحلية والدولية ضده. كفى تدميرا للبنان وكفى مغامرات بمستقبل اللبنانيين.

والمطلوب بالتالي ان يحسم الجيش اللبناني الوضع على الحدود مع سورية، من خلال ضبط المعابر غير الشرعية حيث العصابات المسلحة من الجهتين تضرب أمن واقتصاد لبنان، عبر تسيير عمليات التهريب من أسلحة وأموال وسيارات مسروقة ومشتقات نفطية ومخدرات وغيرها من البضائع والمواد الغذائية».

اخترنا لك