بقلم كوثر شيا
لبنان مش مجرّد اسم على الخريطة، ولا نشيد منردّده بلا إحساس. لبنان هو الدم اللي ضحّى، والوجع اللي عايش فينا، والأمل اللي بعده عم يحاول يطلع من تحت الركام. بس اليوم، بدل ما نكون قلب واحد، صرنا طوائف وأحزاب، منحمل رايات بتفرّقنا بدل ما نرفع العلم اللبناني اللي وحده بيمثلنا كلنا. كيف منكون لبنانيين إذا منحط الحزب قبل الوطن؟ كيف نطالب بحقوقنا إذا نحنا أول ناس عم نخون رمزه الأقدس؟
العلم اللبناني مش مجرد قماشة، هيدا علم انغسل بدم الشهداء، بدموع الأهل، وبعمر الناس اللي راحت كرمال يبقى لبنان. لما نحط علم حزبنا فوق بيتنا، أو ع سيارتنا، أو بزوايا شوارعنا، كأننا عم نقول إن الوطن صار أصغر من طموحات الزعماء، وإن دم اللي راحوا ما عاد يهمنا. الحزب ممكن يكون جزء من قناعاتك، بس ما بيقدر يكون أكبر من لبنان. الوطن مش زعيم بيتغير، الوطن بيدوم.. بس إذا حافظنا عليه.
الطائفية سرطان أكل الدولة، خلّا الفساد ينهش بكل زاوية بحياتنا، وخلاّنا نعيش وكأننا جماعات منفصلة، مش شعب واحد. كل ما صدّقنا إن زعيم طايفتنا هو الضمانة، كل ما وقعنا أكتر بالفخ. كلنا عم ندفع التمن، كلنا عايشين بنفس الأزمة، نفس الانهيار، ونفس الخيبة. لو كانت الطائفية بتحمينا، ليش بعدنا عم نموت من الفقر، والجوع، والذلّ؟
إلى الحكومة الجديدة: كيف نعيد للوطن هيبته؟
الحكومة مش بس مسؤولة عن تنظيم البلد، مسؤوليتها الأولى إنها تطبّق القانون بعدل، بلا تمييز ولا مساومة. اليوم، صار لازم ناخد خطوات واضحة لإعادة هيبة الدولة، وأولها:
1. إزالة الأعلام الحزبية والأجنبية من الشوارع والمباني الرسمية. الشوارع لكل اللبنانيين، مش ملك حزب أو زعيم. التعديلات الدستورية لازم تكون واضحة: الأماكن العامة، المؤسسات الرسمية، والطرقات العامة يجب أن تُزيّن بعلم واحد فقط.. علم لبنان.
2. تفعيل المادة 95 من الدستور يلي بتنصّ على إلغاء التمثيل الطائفي، وبدء العمل الجدي على قانون يضمن العدالة والمساواة بين المواطنين بعيدًا عن المحاصصة السياسية.
3. فرض غرامات على المخالفين، سواء كانوا أفرادًا أو جهات سياسية، ومصادرة المركبات اللي بتحمل أعلام غير العلم اللبناني على الطرق العامة. مش مقبول بعد اليوم نشوف مناطق مقسّمة بالشعارات، وكأننا بدولة داخل دولة.
4. إزالة الصور والشعارات السياسية من الأماكن العامة، لأن الوطن ما بيكون حكر على زعيم أو تيار، بل هو ملك لكل لبناني. بيروت وكل المدن اللبنانية لازم ترجع نظيفة من هيدا التلوّث البصري يلي عم يزيد الفرقة بين الناس.
5. حماية حرية التعبير ضمن إطار القانون. تعديل قانون حرية التعبير ليحمي المواطن من الترهيب والتخوين، شرط ألا يتحوّل إلى وسيلة لبث الفتنة والتحريض الطائفي. التعبير عن الرأي حق، لكن التحريض على الكراهية جريمة.
إلى كل مواطن: أنت البطل الحقيقي
لبنان ما رح يتغيّر إذا ما نحنا قررنا نتغيّر. مش مطلوب معجزات، المطلوب خطوة صغيرة من كل واحد منا:
• ارفعوا العلم اللبناني وحده، وشيلوا كل شعار بيذكّر بالانقسام.
• علّموا ولادكم إن الوطن مش حزب، وإن لبنان بيتنا الكبير.
• شاركوا بالمبادرات يلي بتدعم الوحدة، بدل ما نضل نغذّي الفرقة.
تخيّلوا لو بكرا كل لبناني قرّر إنو يرفع علم بلده فوق بيته.. كيف رح يصير المشهد؟ كيف رح يحسّ اللي عم يراقبنا من برّا؟ رح يشوف بلد بعده قادر يوقف، قادر يحلم، وقادر يتوحّد.
لبنان ما ناطر خطابات جديدة، ناطر ناس تفهم إن الانتماء للحزب ما بيبني وطن. الوطن اليوم عم يحتضر، بس مش لازم نكون نحنا اللي نكفّنوه بإيدينا. القرار بإيدنا: يا إمّا مننهض فيه، يا إمّا منخلّيه يضيع للأبد.