بقلم غسان صليبي
فلنسمّي الأشياء باسمائها،
باسمائها في علاقتها بدولة القانون والمؤسّسات
التي دخلنا في طور إعادة بنائها،
وليس بأسمائها في علاقتها بتسميات المرحلة السابقة
في إطار اللادولة التي كانت تحكمها “الدويلة”.
فليهتف الشباب “شيعة شيعة شيعة”
بقدر ما تستطيع حناجرهم،
لكن ذلك لا ينزع عنهم صفتهم الأولى
في دولة القانون والمؤسّسات،
وهي أنهم مواطنون لبنانيون
يخضعون للقانون اللبناني.
فليحملوا أعلام حزب الله،
هذا لا يجعل منهم أتباع حزب الله
في دولة القانون والمؤسّسات،
بقدر ما هم مواطنون لبنانيون
يخضعون للقانون اللبناني.
هؤلاء الذين قطعوا الطرقات
وأحرقوا الدواليب تعطيلاً لحركة المسافرين
من والى المطار،
هؤلاء الذين اعتدوا على أفراد اليونيفل
وأحرقوا سياراتهم،
ليسوا شيعة ولا أتباع لحزب الله
بقدر ما هم مواطنين لبنانيين مخالفين للقانون
في دولة القانون والمؤسّسات.
في هذا السياق أيضًا،
الطائرة التي مُنِعَت من الهبوط
في مطار بيروت الدولي
ليست ايرانيّة
بقدر ما هي طائرة اجنبيّة
ربما تريد إدخال المال الى لبنان،
وهذا مخالف للقوانين
في دولة القانون والمؤسّسات.
وفي حال أرادت طائرة
إدخال أموال إلى البلاد
لأي سبب من الأسباب،
هذا لا يمكن أن يحصل قانونًا
إلاّ من خلال إبلاغ الدولة وبعد موافقتها
وعن طريقها،
ولا شيء يمنع الدولة
في اطرها الدستورية
من استخدام هذه الأموال
بالطرق التي تراها مناسبة،
وخاصة إذا كانت هذه الأموال
لإعادة اعمار ما هدّمته إسرائيل.
الاستمرار بالقول
ان حزب الله او الشيعة
أو الطائرة الايرانية
فعلوا ذلك،
وتعاطي السلطات مع هذه الجهات
بصفتها هذه تحديداً،
يدخلنا مجدداً في منطق
الإعتبارات المذهبية والطائفية
المهدِّدَة دوماً لمنطق
دولة القانون والمؤسسات،
القائمة على المواطنية
وعلى المساواة بين المواطنين
أمام القانون.
الهتاف “شيعة شيعة شيعة”
وانت تخالف القانون
ايها المواطن اللبناني،
هو كمن يقول للبنانيين وللدولة
انك تخالف القانون لأنك شيعي
وهذه اهانة للشيعة
وللمواطنية اللبنانية
وللقانون
على حد سواء.