بقلم حسني حمادة
إن صناعة “الضحية المقدسة” ليست مجرد عملية تلقائية، بل تخضع لاستراتيجيات مدروسة تستغل السياقات الاجتماعية والثقافية والسياسية لإعادة تشكيل وعي الجماهير.
فالجماهير نفسها تلعب دورًا حاسمًا في هذه العملية، حيث تختار بوعي أو بدون وعي من يصبح “المقدس الجديد” بناءً على عوامل مثل الروايات الإعلامية، والتأثير العاطفي، والحاجة إلى رمزية موحدة تلبي تطلعاتها أو مشاعرها الجماعية.
عادةً ما تنشأ هذه الظاهرة في أوقات الأزمات أو التحولات الكبرى، حيث تبحث الجماهير عن شخص أو قضية تحمل بُعدًا تضحويًا يمكن أن يجسد القيم التي تسعى لترسيخها.
هذا التقديس قد يكون إيجابيًا حين يرتبط بالمقاومة أو العدالة، أو قد يُستخدم كأداة للسيطرة والتحكم، عندما يُوظف لتمرير أجندات سياسية أو اجتماعية معينة.
في النهاية، فإن من يصبح “الضحية المقدسة” ليس فقط نتيجة لاستراتيجيات القوى المؤثرة، بل هو أيضًا نتاج تفاعل الجماهير واستجابتها العاطفية والإدراكية تجاه الحدث أو الشخصية.