كيف ستستفيد واشنطن من انشغال إيران بالثورة الداخلية ؟

بقلم ثريا شاهين

تتجه الأنظار الى خريطة التعاون الأميركي-الإسرائيلي في المنطقة في مواجهة إيران وحلفائها وتهدف الى الحد من نفوذها، إذ سُجلت خلال الأسبوعين الماضيين تطورات في هذا المجال أُعيد من خلالها التأكيد على مفاعيل الحلف الذي يربط بينهما وما يعكسه ذلك على أهدافهما. لكن السؤال يبقى حول موقع الملف الرئاسي اللبناني في ميزان العلاقات الدولية-الإقليمية، وما اذا كان ملفاً خاضعاً للتسويات بالنسبة الى الاميركيين أم أنه سيأخذ مسار الضغوط القصوى من أجل وصول رئيس يحظى بالكامل برضى الأميركيين. فهل تستفيد واشنطن من فرصة انشغال إيران بالثورة الداخلية؟

أوضحت مصادر ديبلوماسية غربية لـ ”صوت بيروت انترناشيونال” ان خريطة العمل الأميركي-الإسرائيلي تميل الى التشدد لا سيما بعد وصول بنيامين نتنياهو الى رئاسة الحكومة الإسرائيلية اثر الانتخابات في الكنيست. ففي الملف السوري جرت إعادة التشديد بين الطرفين على منع إيران وحليفها “حزب الله” امتلاك أسلحة متطورة.

وبالتالي تعمد اسرائيل مجدداً الى استهداف المطارات السورية او مخازن الأسلحة التي تدرك أنها ستنتقل من سوريا الى “حزب الله” في لبنان، فهي ليس فقط تريد جبهة هادئة في الجنوب السوري، انما أيضاً في الجنوب اللبناني، وما اتفاق ترسيم الحدود اللبناني-الإسرائيلي سوى ربط نزاع بين اسرائيل و”حزب الله” وتفاهم غير مباشر على ابقاء جبهة الجنوب هادئة لأمد طويل تمكن لبنان وإسرائيل من استثمار ثرواتهما الغازية والنفطية.

على المستوى العراقي، تؤكد المصادر الديبلوماسية عدم سماح واشنطن بسطوة السلاح على التعيينات الوزارية في الحكومة الجديدة، بحيث أن الادارة الأميركية ستقاطع أي وزير عراقي محسوب على أية جهة وضعتها واشنطن على لائحة الارهاب. ما يحتم على العراق إعادة النظر في بعض الوزراء، لا سيما وأن هناك من يرغب بقطع العلاقة مع واشنطن والذهاب بالكامل صوب إيران.

أما بالنسبة الى اليمن والخليج عموماً وصولاً الى سوريا ولبنان، فإن واشنطن مصرة ومعها إسرائيل، على هدف استراتيجي واحد وهو كسر الجسر الجوي والبري والبحري الذي يربط إيران بالعواصم العربية الأربعة وهي صنعاء وبغداد ودمشق وبيروت، والتي طالما كانت إيران تفتخر ولا تزال أنها تحتل أربع عواصم وصولاً حتى البحر المتوسط. اذ تعتبر كلاً من واشنطن وتل أبيب أن الجسر الذي يربط إيران بهذه العواصم أدى الى الإخلال بأمن المنطقة، لذلك سيتم التضييق بشكل أكثر تشدداً على كل الممرات التي تربط إيران بالدول العربية، وهذا يتم عبر تكثيف استهداف ناقلات الأسلحة الإيرانية المموهة بحراً وبراً وجواً.

وأشارت المصادر الى وجود غواصات وتجهيزات عسكرية إسرائيلية مع البحرية الأميركية في مياه الخليج تراقب تلك المنطقة. وبالتالي ستشهد المنطقة تحركات تصعيدية ضد سلوك إيران في المنطقة، والذي بات يتخطاها الى المشاركة في الحرب الروسية على أوكرانيا، وخطف أوروبيين داخل إيران. ما أدى الى زيادة العقوبات الأوروبية على الحرس الثوري وعلى هيئات وكيانات إيرانية أخرى.

لذلك تطرح المصادر تساؤلات عن أداء واشنطن في الملف الرئاسي اللبناني وإذا ما سينسحب الجو التشددي حيال نفوذ إيران في المنطقة عليه، أم أن الإدارة هي في انتظار نتيجة الدور الفرنسي “التوافقي” للبناء على الشيء مقتضاه؟

اخترنا لك