بقلم غسان صليبي
هتف الغزاويون
في “بيت لاهيا”
شمال غزة:
– “هيِّ هيِّ هيِّ
حماس ارهابية”
– “غزة حرة حرة
حماس برا برا”
– “الشعب يريد إسقاط النظام”.
ليست المرة الأولى
التي يتظاهر فيها غزاويون
ضد حماس،
لا بعد “طوفان الاقصى”
عندما طالبوا بوقف إطلاق النار،
ولا قبله عندما كانت لديهم مطالب معيشية،
وفي الحالتين قُمعوا
حيث منعت حماس
التجمعات الشعبية
والعمل النقابي المستقل.
شعار “الشعب يريد اسقاط النظام”
عمّ جميع بلدان “الربيع العربي”
وتميّز بالتركيز على التغيير في الداخل
وليس على مواجهة الخارج،
على عكس الشعار الذي كان سائداً في السابق
“لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”
الذي رفعته الانظمة الحاكمة
بحجة التصدي لمخاطر الخارج.
في فلسطين كان الوضع مختلفاً
حيث الشعب يريد مواجهة الاحتلال
منخرطاً في النضال الوطني
الذي كانت تمثله منظمة التحرير الفلسطينية
ولاحقاً السلطة الفلسطينية
بقيادة فتح في الضفة الغربية
وحماس في غزة،
بعد صراع دموي بين الطرفين.
يبدو أن حرب الابادة
التي تشنها إسرائيل
على شعب غزة،
ومعاناة الناس الكبيرة
بين الموت والدمار والنزوح،
جعل من بعض الغزاويبن
يعترضون على سياسات حماس
التي يدفعون هم واولادهم وارزاقهم
ثمناً لها لم يعد يُحتمل.
كانت المفاوضات
بين حماس واسرائيل
تدور في العمق
حول “اليوم التالي”
اي ما هو دور حماس
بعد وقف اطلاق النار،
فهل تُحوِّل نقمة الغزاويين على حماس
من مفهوم “اليوم التالي”،
فيصبح معناه
ما هو مصير اهل غزة
بعد وقف إطلاق النار،
بغض النظر عن مصير حماس،
وهل يمكن ان يحدث هذا التحّول
-اذا تعاظم وتمدد في باقي مناطق غزة-
اي تغيير في سياسة الابادة الاسرائيلية
المسكوت عنها عربياً ودوليا؟