بقلم شادي هيلانة
يواجه “حزب الله” واقعاً جديداً في لبنان، فهو مختلف عما كان عليه قبل الثامن من تشرين الأول 2023، اذ إن الحرب التي شنتها عليه إسرائيل قصمت ظهره واعادته اعواماً الى الوراء، لذا على الحزب اتخاذ قرار واضح إما التزام اتفاق وقف إطلاق النار بكل مندرجاته والتخلي عن السلاح، وإما السير في طريق حرب جديدة لن تكون إلا كارثية على لبنان وجمهوره.
وبحسب العديد من المحللين الاستراتيجيين، الذين يتوقعون، ان الحزب لن يجد حاضراً ومستقبلاً أي خيار سوى تضييق طموحاته السياسية، وذلك بعد ان فقد “سردية السلاح الردعي”، والتي تهاوت بفعل الحرب الأخيرة مع إسرائيل، فالحزب أقحم نفسه أو أُقحم في حرب الاسناد، فوقع في الخطيئة الكبرى، بالنسبة لجمهوره الذي طالهُ الدمار والتهجير والقتل، بالتالي ان البيئة الشيعية بأغلبيتها الساحقة، بدأت تتعامل بواقعية وتبصر اكثر، بأن الحزب قد خدعها لاعوام عدة، من جهة إمكانية ترويض الجنون الاسرائيلي، والقدرة على رميه في عمق البحار.
في موازاة ذلك، تتخوف جهات متابعة للمشهد السياسي، من ان تلجأ ايران الى إعطاء الحزب الضوء الأخضر لافتعال مواجهة داخلية، في حال شعوره بتراجع دوره على صعيد مخزونه الشعبي، على مشارف الانتخابات المقبلة عام 2026, وتشير عبر “kataeb.org”، ان ايران تسعى الى تحقيق أهدافها عبر صناديق الاقتراع، فقد تقوم، وفق التقديرات او الترجيحات، الى تعطيل نتائج الانتخابات من خلال “خضة أمنية” ما، سواء عبر الحزب مباشرة او عبر عمليات استخباراتية معينة.
وامام هذه المعطيات، فإن العهد الجديد برئاسة العماد جوزاف عون، امام اختبار صعب، خصوصاً ان شعاره الأساسي هو بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وحصر السلاح بيد القوات المسلحة الشرعية، في وقت يصر فيه الحزب على فرض ارادته على الجميع برفض تسليم سلاحه، ما سيؤثر بطبيعة الحال على نتائج الانتخابات المقبلة، بما تحمله من تداعيات خطيرة قد تصل الى مستويات غير مسبوقة.