إيجابيتان وسلبيّة كبرى في الصراع على حاكميّة مصرف لبنان

بقلم غسان صليبي

انه صراع على حاكمية مصرف لبنان، اتخذ طابعا رئاسيا، حكوميا، سياسيا، مصرفيا، إعلاميا، محلّيا، دوليا.

إيجابيتان في هذا الصراع. الأولى، أن الصراع إستند في حججه، الى أفكار ومشاريع المرشحين وكذلك الى علاقاتهم الطبقيّة وإرتباطاتهم المصلحيّة. وهذا ما يغيب عادةً في الصراع السياسي المعتاد في لبنان.

الإيجابيّة الثانية هي ان هذا الصراع وإن كان في احد اشكاله بين رئيس الجمهوريّة الماروني ورئيس الحكومة السني، لكنّه لم ينعكس إلاّ قليلاً، وللمرات النادرة في لبنان، على التجاذبات الطائفيّة في البلاد.

لكن التركيز من جهة على أفكار ومشاريع المرشحين، وتمحور هذا الصراع من جهة ثانية بين أركان السلطة الرئيسيين (يضاف اليهما رئيس المجلس النيابي)، يعطي الإنطباع وكأنّ الحاكم سيكون حاكمًا بأمره يتّخذ قراراته بحسب أفكاره ومشاريعه السابقة وليس بحسب قرارات وتوجّهات السلطة التنفيذيّة مجتمعة.

أو أنه، وهنا الطامة الكبرى، سينفّذ سياسة الطرف السياسي الذي أيّده وليس سياسة السلطة السياسيّة ككل.

وفي ظروف لبنان الحاليّة المعتمدة بشكل شبه كامل على دعم الخارج، وبموازاة الانقسام الداخلي، يمكن ان يعني ذلك تنفيذ سياسة الجهة الخارجيّة التي عملت باتجاه الدفع لتعيين الحاكم الجديد. فيصبح بالشكل حاكمًا بأمره وبالفعل حاكمًا بأمرهم.

اخترنا لك