بقلم غسان صليبي
لطالما احتاجت الأوامر
الى تبرير،
فكيف اذا أتت
من خارج الحدود
ومن خارج مؤسسات الأمم المتحدة.
لعملية الإقناع
-إقناع الفرد وإقناع الجماعة-
نظرياتها وتقنياتها،
وحتى الأوامر تحتاج الى إقناع
فلا تبدو فجة
ومستندة فقط الى القوة.
لكن إدارة ترامب
لا تتعب نفسها كثيراً
بهذه النظريات والتقنيات،
فعملية الإقناع عندها
تعتمد اكثر على عرض حسابي
للربح وللخسارة المالية
اذا لم تلبّ الأوامر،
طبعاً بعد التهديد بجحيم جهنم.
الأوامر على لبنان
الذي يعيش في ظل انهيار مالي
ونتائج حرب هيمنت بعدها إسرائيل
على امن البلاد وبوصاية اميركية،
لا تستدعي من إدارة ترامب حسابات مالية معقّدة
لذلك قد تكون قد فضّلت
الاستعانة بإختبار بافلوف لإقناعنا.
حكاية كلب بافلوف معروفة،
فهو بعد أن كان “يريّل” طبيعياً كلما رأى اللحمة،
أصبح “يريّل” على صوت الجرس
الذي جرى ربط سماع صوته برؤية اللحمة
في إختبار العالِم بافلوف.
تماماً مثل معظم الدعايات
التي تستخدم النساء الجميلات
للترويج للسلع
من خلال وضع الاثنين
في صورة واحدة امامنا،
فننتهي ب”الترييل” على السلعة
بعد أن كنا “نريّل” على المرأة الجميلة.
وهكذا فقد جاءوا
بالسيدة الجميلة مورغان اورتاغوس
كمبعوثة اميركية الى المنطقة،
ف”ريّل” شعبنا عليها بعد رؤية جمالها،
مما أدى لاحقاً الى “الترييل” على اوامرها
وهي تنطق بها بالصوت والصورة،
لدرجة أن أحد الصحافيين “السياديين”
ومن فرط “ترييله”،
لم يستحِ وسألها كيف تقيّم إداء الرئيس عون!
نظام الأسد كان يقنعنا
بواسطة القوة العسكرية والعروبة
ونظام خامنئي كان يقنعنا
بواسطة القوة العسكرية والدين،
اما الثنائي ترامب- نتنياهو
فيستخدمان لحمة اورتاغوس
وجرس انذار افيخاي.
المسألة الوطنية عندنا
باتت تُختصر
بمن هو الأكثر إقناعاً
من بين نماذج الاستبداد الثلاثة.