علي حمية يضج الفضاء الإلكتروني بـ “دولاب محروق”

بقلم بلال مهدي – خاص بوابة بيروت

لا يمكن أن نمرر بصمت ما ابهرنا به وزير الأشغال اللبناني على حمية عبر حسابه الخاص على منصة تويتر كاتباً… “بالسيطرة سريعا على الحادث العرضي…. يدلل على مدى الجهوزية للتعامل مع هكذا حوادث برغم كل الظروف التي نمر بها”.

كلام حمية جاء بعدما أدى رجال الإطفاء واجبهم مشكورين “بإخماد دخان” أحد الإطارات التابعة لطائرة شحن عسكرية أجنبية على مدرج مطار بيروت الدولي.

كنا لنكتفي بهذا القدر من الفاجعة الاستعراضية، أو نمر مرور الكرام على خبر مماثل في دولة محترمة لا يحكمها اللصوص ولا يطبق على أنفاسها “مجرمي الشرق” و “عرابي الغرب”.

ولكن، كي تصادف هكذا وزراء، عليك ان تعيش في بلد مثل لبنان، لأنهم كما قال الأجداد “يختارونهم على الطبلية”، تحت عنوان جديد “غير محازبين” لكنهم في النهاية مجرد تابعين. يروجون للأحداث الصغيرة على أنها إنجازات كبيرة قد أنقذت العباد من الهلاك، على قاعدة “الإنجازات العونية” كما أحب أحد المتابعين للوزير أن يسميها.

متناسياً حضرة الوزير بأن شروط السلامة العامة تفرض على فرق التدخل السريع في المطارات الجهوزية الدائمة للسيطرة على أي حادث عرضي كان ام عن قصد.

أما بأن يلمح حضرة الوزير أن “اخماد دخان الدولاب” قد تم حسب قوله رغم “كل الظروف التي نمر بها”، فقد كشف عن تدني القدرة الخدماتية في مطار بيروت بشكل خاص، والمرافق التي تقع تحت سلطة وزارة الأشغال الذي كلف بإدارتها “على الطبلية” بشكل عام.

إن هذا التصريح يستدعي جهوزية على الصعيد الأمني، بعدما كشف حضرة الوزير عن حجم الضعف لدى أجهزة السلامة في مطار بيروت، مما قد يعرض هذه المنشأة الى استهداف فعلي قد لا ينجح حينها فريق الإنقاذ والإطفاء في مطار بيروت من التصدي له أو السيطرة عليه.

أما في حال وصل هذا “الفرمان” الوزاري الى المنظمة الدولية للطيران المدني ( ICAO ) والتي لن تسعد عند قراءة ما ختم به الوزير تغريدته “برغم كل الظروف التي نمر بها” والتي قد تؤدي الى وقف الطيران من/الى مطار بيروت لحين التأكد من جهوزية فرق السلامة العامة، بما فيها التأكد من توفر المياه في خزانات الإطفاء.

إلا أنها قد تكبد البلاد خسائر كبيرة وتتسبب بشلل كبير في حال توقفت حركة الطيران ولو بشكل مؤقت.

فقد جرت العادة، بأن يطلب ممن يتولون مناصب في الدول والحكومات، بعدم ممارسة هواياتهم بشكل علني لتفادي انتقاد المواطنين لهم بما قد يتسبب بالإساءة الى هيبة الدولة، وعدم التصريح على المنصات الإلكترونية دون العودة لدائرة الإعلام في المؤسسة. ويتوجب عليهم الاهتمام بإنجاز المهام وليس التفاخر بما لم ينجز.

أما نحن، فقد تمنينا يا حضرة الوزير، بأن تبشرنا بوصول القطار الى بلدتي الساحلية لا سمح الله، أم أنك قد سمحت للشركات المتقدمة للاستثمار بالنقل البحري الداخلي بالعمل، وأنك قد توقفت عن التوسط لأبناء “لونك المفضل” لدى مدير عام التنظيم المدني. ولن نسأل عن الباصات لأن محاصصة السائقين لم “تستوي” بعد، أما بخصوص قطار “كارلوس نفاع” فهذا أعلى من مستوى صلاحياتك أصلاً.

فأهدأ يا حضرة الوزير ولملم فضيحتك وأرحل عن واجهة المنصات الالكترونية، وأقضي بسلام ما تبقى من عمر هذه الوزارة العارية، فقد كفر من بقي على هذه  الأرض بكم وبصاحب “الطبلية”… وما خفي كان أعظم.

اخترنا لك