وكأنه فيروسٌ ضرب الدماغ العاطفي

بقلم غسان صليبي

ما يحصل في غزة
من ابادة علنية
لشعب بأكمله
أمام عيون العالم،
لا يمكن الإكتفاء بتفسيره
بوحشية اسرائيلية
وبتواطؤ غربي استعماري،
او بعجز مؤسسات الأمم المتحدة
وتهافت قيم حقوق الإنسان والعدالة والسلام.

فظاعة ما يحصل ودلالاته الانسانية
أعمق بكثير من أن يُفسّر
بعوامل نفسية- اجتماعية -اقتصادية
قومية – دينية- سياسية- تاريخية- جغرافية،
كما تفعل عادة العلوم الانسانية،
فجميعها عوامل تفترض في تأثيرها
على السلوك الانساني،
ان الإنسان عقل وقلب
فكر وعاطفة
جسد وروح،
وهو لا يتصرف
الا من خلال علاقة تنسيق معقدة
بين المستويين.

والمعضلة المستجدة تكمن هنا بالتحديد.

اذ كيف لم ننتبه باكراً
الى ان قبول الانسان
بتحوّل الذكاء الطبيعي
الى ذكاء اصطناعي،
لم يكن ليحصل
لولا تحوّل موازٍ
في العاطفة الانسانية،
ذلك ان الدماغ البشري شطران
دماغ معرفي ودماغ عاطفي
ينسقان بعضهما مع بعض
في تحديد السلوك البشري.

على الارجح
ان قبول الانسان
بتحوّل الذكاء الطبيعي
الى ذكاء اصطناعي،
سبقه خلل
في الدماغ العاطفي
جعله يوافق
على استقالة الدماغ المعرفي
من وظيفته
لصالح دماغ اصطناعي
يستطيع أن يذهب في قراراته
الى اقصى حدود الشر،
دون رقابة من الدماغ العاطفي.

لنفهم ما يحصل في غزة،
او لنعي معنى ان تنتخب
الشعوب الأوروبية
أحزاب اليمين المتطرف،
او أن ينتخب الشعب الاميركي والشعب الروسي
شخصيتين مثل ترامب وبوتين،
اعتقد انه اصبح علينا
ان ندرك تماماً التحوّل الذي حصل
في مفهومنا للإنسان
كعلاقة بين العقل والقلب.

وكأنه فيروسٌ
قاتل
ضرب
الدماغ العاطفي
على المستوى العالمي.

اما نحن
في المشرق العربي،
فعقلنا اصطناعي لكن دون ذكاء
منذ القرن الثالث عشر مع ابن تيمية،
فالحفظ والتطبيق الاعمى للنص
لا يحتاجان
الا الى القليل من الذكاء،
اما العاطفة فخطيئة أصلية
انحصرت وظيفة دماغها
بالتكفير عن الذنب
من خلال تمجيد الله
وتحقير الإنسان.

اخترنا لك