ليون سيوفي : حكم “البابا”

د. ليون سيوفي – باحث وكاتب سياسي

‎‎كم نحن بحاجة إلى هكذا “بابا” اليوم في الوطن ليحاكم من هم في القبور من الذين ساهموا ليكون الوطن تحت قيادة “جزماتهم” وجبروتهم وقيادتهم ويتوارثها أولادهم وأنصارهم…

‎ألذي حصل تحت تأثير لامبيرت إمبراطور الإمبراطورية الرومانية، أمر “البابا ” ستيفان السادس سنة 897 بأن تبدأ في روما واحدة من أغرب المحاكمات التي شهدها التاريخ. خلال تلك الفترة أمر البابا ستيفان السادس بأن تستخرج بقايا جثة البابا السابق فورموسوس من القبر بهدف إخضاعها للمساءلة حول عدد من القضايا التي شهدتها فترة حبرية البابا فورموسوس وفساد عهده..

‎على إثر صدور أوامر البابا ستيفان السادس، تم نبش قبر البابا السابق فورموسوس ليستخرج عقب ذلك ما تبقى من عظامه، ثم ألبسوا الجثة اللباس البابوي ووضعت على كرسي المتهمين.
طيلة فترة المحاكمة وجّه المدعي تهماً عديدة لجثة البابا فورموسوس التي تم تثبيتها بشكل جيد على الكرسي. في النهاية أدينت جثة البابا فورموسوس بكل التهم الموجهة إليها، والتي تراوحت أساساً بين مخالفة القانون وسوء استخدام السلطة،

ليصدر عقب ذلك حكم نهائي تم من خلاله تجريد الجثة من ثيابها البابوية قبل أن تقطع ثلاثة أصابع من يدها اليمنى (الأصابع التي اعتمدها البابا فورموسوس “للمباركة”)،
ثم تم إلقاء ما تبقى من الجثة في نهر التايبر…

فضلاً عن كل هذا وتزامناً مع صدور هذا الحكم الغريب، أمرت المحكمة بإلغاء جميع القرارات التي اتخذها البابا فورموسوس خلال فترة حبريته.

‎ألم أقل لكم إننا بحاجة إلى هكذا بابا ليعود العدل والإصلاح والتغيير إلى المجتمع؟

‎نعم وألف نعم نحن بحاجة لرجل ينقذ هذا الشعب من شياطين السياسة والاقتصاد ومن كل فاسد أوصل الوطن إلى ما هو عليه ومحاكمتهم و”قطع أصابعهم ”

‎او فلننسى شيء اسمه وطن …

‎تذكّر أيها العالم أن لبنان ليس مكسر عصا…

اخترنا لك