حتى 13 أبريل 2025، تظل المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، التي تُجرى عبر وساطة عُمانية غير مباشرة، عالقة. هذه المحادثات لا تعكس فقط التوترات الخارجية، بل تُبرز الانقسامات الداخلية وغضب الشعب الإيراني. يناقش هذا المقال نتائج المفاوضات، آفاقها، وتأثيرها على إيران مع التركيز على التناقضات الحكومية واستياء الجماهير.
استياء الشعب والتناقضات الداخلية
يعاني الإيرانيون من أزمة اقتصادية خانقة. انهيار الريال في يناير 2025، التضخم والبطالة جعلوا الحياة لا تطاق. يرى الشعب، المفعم بذكريات انتفاضة 2022، أن النظام يستغل المفاوضات للبقاء، وليس لتخفيف معاناتهم. تقارير حقوقية سجلت أكثر من 200 إعدام في الربع الأول من 2025، مما أشعل الغضب. في وسائل التواصل، يخشى الناس أن يُنقذ الاتفاق النظام، بينما يطالبون بتغيير جذري.
داخل الحكومة، تتفاقم الخلافات. الرئيس مسعود بزشكيان، الذي وعد بالتفاوض مع الغرب منذ يوليو 2024، يصطدم بضغوط المرشد علي خامنئي والحرس الثوري، اللذين وصف خامنئي المفاوضات في مارس 2025 بـ”غير مجدية”. هذه الانقسامات أعاقت السياسة الخارجية، مما يزيد من عزلة إيران.
نتائج المفاوضات
بدأت المحادثات في عُمان يوم 12 أبريل 2025، لكنها لم تحقق سوى تقدم محدود. وصفها البيت الأبيض بأنها “بنّاءة”، لكن إيران أصرت على طابعها غير المباشر. دونالد ترامب هدد بـ”قصف غير مسبوق” إذا فشلت المفاوضات، بينما واصلت إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%. أشار تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فبراير 2025 إلى مستوى خطير، لكن لا اتفاق في الأفق.
دوليًا، تجري المفاوضات وسط توترات إقليمية. إضعاف حلفاء إيران، مثل حماس والحوثيين، دفع بعض المسؤولين للتفاوض لتجنب الضغوط. لكن إسرائيل تهدد بالعمل العسكري، وإعادة عقوبات الأمم المتحدة محتملة بحلول أكتوبر 2025. يبدو الاتفاق المؤقت بعيد المنال، مما ينذر بالتصعيد.
المفاوضات النووية في 2025 عالقة بسبب الضغوط الخارجية والتشرذم الداخلي. الاستياء الشعبي والانقسامات الحكومية تجعل إيران على حافة تغييرات كبرى. قد تؤدي الفشل أو حتى الاتفاق المؤقت إلى احتجاجات جديدة، حيث يطالب الإيرانيون بتغيير حقيقي.