شهركرد تنتفض : المياه وقود ثورة ضد فساد “الحرس الثوري”
نهب الموارد، تدمير البيئة، وقمع الشعوب... إيران على صفيح ساخن
في 17 أبريل 2025، تحولت مدينة شهركرد، عاصمة محافظة جهارمحال وبختياري، إلى ساحة غضب شعبي عارم. احتشد آلاف المواطنين في ميدان قمر بني هاشم، هاتفين ضد مشاريع نقل المياه والسدود التخريبية التي تُشرف عليها مافيا الحرس الثوري، المتحالفة مع خامنئي. كانت التظاهرة بمثابة صرخة شعبية ضد نظام الفساد المنظم، الذي حوّل الثروات الطبيعية إلى أداة للربح والسيطرة، تاركًا خلفه جفافًا وفقرًا وخرابًا بيئيًا غير مسبوق.
“نريد الماء، لا النهب!”
الهتافات التي دوّت في شوارع شهركرد كانت مباشرة وصريحة: “شهركرد عطشى، الحرس هو المسؤول!” “نريد الماء، لا النهب!”، ردّدها مواطنون سئموا من النفاق الرسمي ونهب الموارد تحت شعارات زائفة. لقد بات واضحًا أن المشاريع التي يديرها الحرس، كما في تجفيف نهر زايندهرود، لا تخدم سوى أجندات التربح وتمويل الحروب بالوكالة من العراق إلى لبنان.
امتداد الغضب : من أصفهان إلى قزوين
تزامنت احتجاجات شهركرد مع تظاهرات في نجفآباد، حيث شكّل السكان سلاسل بشرية للدفاع عن الجبال ضد جرافات الحرس، وفي قزوين، كشفت فضائح شركات وهمية مثل “رضایت خودرو”، التي نهبت أموال آلاف العائلات بإدارة ضباط متقاعدين في الحرس، وسط تواطؤ كامل من السلطة القضائية.
مقاومة تنمو… ونظام يترنح
المقاومة الشعبية اليوم لم تعد عفوية، بل تقودها خلايا منظمة تعرف باسم وحدات المقاومة، المنبثقة عن منظمة مجاهدي خلق، والتي تستلهم نضالها من انتفاضات 2019 و2022. هذه الوحدات تنظم التظاهرات، توزع المنشورات، وتكشف دور الحرس التخريبي داخليًا وخارجيًا، في نهب صناديق التقاعد، انهيار الصناعات الوطنية، ودعم ميليشيات في اليمن ولبنان وسوريا.
مريم رجوي : المياه أداة قمع… والشعب سينتصر
في رسالة مؤثرة إلى مزارعي أصفهان، قالت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية: “نظام الملالي حوّل المياه إلى أداة قمع، لكنه سينهار أمام إرادة شعبنا الثائر.”
كلماتها تختصر المشهد: نظام يختنق بفساده، وشعب يُنذر بعاصفة لا تهدأ. من شهركرد إلى زاهدان، إيران على موعد مع تغيير يصنعه العطش للعدالة لا الماء فقط.