تصعيد “#حزب_الله” يفتح بابًا للقلق
بينما يحتفل اللبنانيون المسيحيون اليوم بأحد القيامة المجيدة، تحلّ المناسبة وسط تطلعات وطنية أوسع إلى قيامة حقيقية للبنان من أزماته المتلاحقة، بعد سنوات من الانهيار الاقتصادي والسياسي. ومع أن بارقة أمل بدت تلوح في الأفق مؤخراً مع ولادة العهد الرئاسي الجديد وتشكيل حكومة تعهدت بالإصلاح، إلا أن الواقع لا يزال يُثقل كاهل اللبنانيين، ويبعثر آمالهم في كل مرة تشتد فيها لغة التصعيد.
في هذا السياق، شكّلت تصريحات الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ “نعيم قاسم”، التي أطلقها عشية العيد، مادة سجالية. فقد لوّح قاسم بخطورة “المساس بسلاح الحزب”، معتبرًا ذلك “خطًا أحمر”. إلا أن هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام، حتى في ظل عطلة العيد. فقد قوبلت بموجة استنكار، واعتبرتها مصادر سياسية متابعة في حديث لـ”نداء الوطن” “مجرد زوبعة في فنجان تهدف إلى شدّ العصب الداخلي لبيئة الحزب الخارجة من حرب مدمّرة في الجنوب”.
وأضافت المصادر أنّ “الحزب يدرك جيّدًا أنّ المجتمع الدولي، من خلال كل رسائله العلنية والمباشرة، واضح في موقفه: لا دعم مالي ولا إعادة إعمار قبل نزع السلاح وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية”. كما كشفت عن موقف حازم حملته نائبة الموفد الأميركي إلى المنطقة، مورغان أورتاغوس، خلال زيارتها الأخيرة لبيروت، حيث حثّت المسؤولين اللبنانيين على اغتنام ما وصفته بـ”الفرصة الأخيرة” المتاحة للبلاد.
موقف أميركي حاسم وردود مثيرة للجدل
مواقف أورتاغوس امتدت إلى مواقع التواصل، حيث علّقت على تصريحات “قاسم” و”وليد جنبلاط”، ما أثار تفاعلات حادة. وبينما اعتبر البعض أسلوبها الدبلوماسي غير تقليدي لكنه مباشر، رآه آخرون غير لائق بمسؤولة أميركية. غير أنّ الرسالة الأوضح كانت تأكيدًا جديدًا على ثبات الإدارة الأميركية على موقفها من ملف سلاح “الحزب”، وأنها لن تتراجع عن شروطها المتعلقة ببناء الدولة.
رهانات “الحزب” والمواجهة المقبلة
تُجمع مصادر مراقبة على أن “حزب الله” يحاول اللعب بورقة السلاح لتحسين شروط التفاوض، إما داخليًا أو بانتظار تسوية إقليمية تشمل الملف النووي الإيراني. لكنها في المقابل تُحذر من أن استمرار الخطاب التصعيدي وتمسك الحزب بسلاحه قد يُحمّله مسؤولية أي انزلاق أمني أو عسكري جديد، خصوصًا في ظل ما تسميه هذه المصادر بـ”انطلاق مسار بسط سيادة الدولة”.
وفي موازاة الملفات السياسية، يبدأ الأسبوع المقبل بجولة جديدة من اللقاءات المالية الحساسة، إذ يتوجّه وفد لبناني رسمي إلى واشنطن للمشاركة في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. ويأمل لبنان أن يُظهر جديته في تنفيذ الإصلاحات النقدية والمصرفية المطلوبة، ما قد يفتح نافذة دعم دولي مشروط لا يزال معلقًا على نتائج هذه اللقاءات.