بقلم أحمد عياش
رحل البابا فرنسيس لكنه ترك إرثاً اصبح من ثروات الفاتيكان الفكرية والديبلوماسية. وشمل أرث البابا الراحل ما عمله لملاقاة أزمة لبنان. وتصدّر هذا الإرث فيما تصدّر ما له علاقة بالملف الشيعي في لبنان. وبدا ان تحرّك دوائر الفاتيكان العليا باتجاه هذا الملف لم يأت بعيدا عن اهتمامات الحبر الأعظم الراحل.
نعود الى العام 2022 ، وبعد زيارة من ملتقى التأثير المدني في لبنان الى الفاتيكان تم التوافق على اعداد نص تولى الدكتور وجيه قانصوه اعداده.
وجاءت هذه الخطوة في سياق تحرك للملتقى اعقب مرفأ بيروت في 4 آب 2020 . وشمل هذا التحرّك مستويات عدة في الكنيسة الكاثوليكية . وسيتبيّن من قراءة النص التي تنشره “نداء الوطن” غداة تشييع البابا فرنسيس انه يقدم صورة خارج تلك التي أعطاها ثنائي حركة “أمل” و”حزب الله” للعالم على مدى عقود. وفيما يأتي النص الحرفي لهذا النص:
“الشيعة الإمامية في لبنان، لبنانيون أصيلون يوالون وطنهم حصراً”
نص ساهم في إعداده الدكتور وجيه قانصو بالتعاون مع ملتقى التأثير المدني، ورفع إلى دوائر الكرسي الرسولي في الفاتيكان في العام 2022، هم مكوّن اجتماعي يتوزعون داخل لبنان فوق أكثر المناطق اللبنانية ،ويتًركزون بنحو أساسي في جنوب لبنان وبعلبك والهرمل وجبيل.
الجذور التاريخية
هم طائفة مسلمة، تؤمن بأن نبي الإسلام أوصى إلى صهره الإمام علي بن أبي طالب ليخلفه في تدبير الأمور السياسية والدينية معاً. وأن علي أوصى لمن بعده من أبنائه، وأن كل إمام كان يوصي من بعده لأحد أبنائه حتى وفاة الإمام الحادي عشر الحسن العسكري، الذي أوصى إلى ابنه محمد بحسب معتقد الإمامية، وكان عمره خمس سنوات .احتجب هذا الإمام عن أتباعه لفتًرة سبعين عاماً وكان يتواصل معهم عبر سفراء مؤتمنين عنده سموا بالسفراء الأربعة، وبعدها أعلن غيبة كبرى، بأنه سيعود ليملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملأت ظلماً وجورا.
يتبع الشيعة مراجع عدة لغرض معرفة أمور دينهم وأحكام عباداتهم ومعاملاتهم. هؤلاء المراجع منتشرون في النجف الأشرف في العراق وفي قم في إيران. لكن أهم هؤلاء المراجع الذين كان أكثر الشيعة اللبنانيون يقلدونهم كانوا في النجف، فكان السيد محسن الحكيم في ستينيات القرن الماضي، ثم السيد أبو القاسم الخوئي، وبعد وفاته اتبعوا تلميذه السيد السيستاني الذي ما يزال حياً. كذلك فقد كان جزء معتبر منهم يقلد السيد محمد حسين فضل الله وهو من لبنان وما يزالون .أما مقلدو الخميني وخامنئي ،فقليلون في لبنان، ولا يقلدهما إلا المنتظمين في “حزب الله” أو الموالين له. ما يجعل تقليدهم للخميني وخامنئي يقوم على ولاء سياسي وحزبي وليس دينيا .
لا صلة للتقليد بالعمل السياسي أو ممارسة السلطة، بحكم اعتقاد أكثر المراجع منذ زمن بعيد أن سلطتهم تقتصر على الفتوى، أي بيان الحكم الشرعي الديني، ورعاية أمور القُصَّر من الأيتام .لذلك اشتهر عن المراجع حرصهم على عدم التدخل في السياسة وتجنبهم ادعاء سلطة أمر سياسية. على أساس أن السياسة لا تدخل ضمن مساحة نفوذهم. وهذا ما جعل مراجع النجف يعتًرضون بشدة على ولاية الفقيه التي ادعاها الخميني لنفسه .
أما ولاية الفقيه التي أعلنها الخميني وادعاها لنفسه، فتقوم على أن الفقيه، أي رجل الدين الذي وصل إلى رتبة الكفاءة العلمية في استنباط الأحكام الدينية: ينوب عن الإمام الثاني عشر في غيبته (بحسب معتقد الشيعة) ويملك كامل صلاحياته، وهي صلاحية ممتدة إلى صلاحيات النبي التي أعطاها الله له. بالتالي تكون سلطة الفقيه، بحسب الخميني، سلطة إلهية أي صادرة من الله إليه. ويكون أمره ملزماً وطاعته مساوية لطاعة الله، ومعصيته معصية لله أيضاً.
شيعة لبنان وولاية الفقيه
بحكم التزام شيعة لبنان بمراجع النجف لم يكن لفكرة ولاية الفقيه أي دور أو مكان في سلوكهم أو حياتهم . لهذا السبب كان اللبنانيون الشيعة حاضرون في تأسيس لبنان الكبير ،ناشطون في الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ،وفاعلون في الحياة السياسية ، وفي البرلمان اللبناني حيث درج العرف السياسي على أن يكون رئيس مجلس النواب شيعياً.
بحكم شعور الشيعة بالحرمان جراء إهمال الدولة لمناطقهم، وبسب الاعتداءات الإسرائيلية على قراهم ومدنهم الجنوبية، فقد انخرط أكثر شباب الشيعة في الأحزاب اليسارية في فتًرة الستينات والسبعينات، لغرض تحقيق العدالة الاجتماعية في لبنان وتحسين شروط حياة القرى المهملة، إضافة إلى دفاعهم عن هويتهم العربية واللبنانية معاً.
وقد أسس موسى الصدر حركة “أمل” في سبعينيات القرن العشرين، لغرض تحقيق الإنماء المتوازن ورفع الحرمان عن المناطق الشيعية. إضافة إلى تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ليكون للشيعة كيانية شرعية ومحاكم دينية شرعية على غرار باقي الطوائف في لبنان .
المتغير الكبير كان قيام الجمهورية الإسلامية في إيران في العام 1979 إثر الثورة على الشاه ،والتي لم تكن في البداية ثورة إسلامية بقدر ما كانت ثورة شعبية عارمة تضم ميولا واتجاهات متنوعة، إلا أن الخميني وأتباعه استطاعوا اختطاف الثورة، واغتيال وإعدام الكثير من القيادات الثورية الأخرى، وتمكنوا من إقامة حكم سياسي يقوم على ولاية الفقيه. وما تسمية النظام الجديد بالجمهورية إلا تغطية على هويته الحقيقية التي هي هوية دينية شيعية يملك الفقيه السلطة المطلقة، أي هي حكومة إسلامية، يكون فيها قائد هذه الدولة بحسب تعبير الخميني نفسه: “للفقيه كل ما للنبي والإمام” من نفوذ وصلاحيات.
كان أثر تأسيس نظام إسلامي في إيران ذي صبغة شيعية أثر أيديولوجي وسياسي وحتى عسكري كبير على أكثر شيعة العالم عموما وعلى شيعة لبنان خصوصاً. فبعد أن أعلن الخميني قائد الجمهورية الإسلامية في إيران تأسيس “حزب الله” في كل أرجاء العالم، لغرض إقامة ثورات متنقلة وتأسيس نظم إسلامية تنسخ النظام الولايتي في إيران .قام الحرس الثوري الإيراني بتأسيس “حزب الله لبنان”، وهو حزب لم يكن لأغراض لبنانية محلية، وإنما يرتبط ارتباطاً عضوياً بالنظام في إيران، إن من الناحية الايديولوجية أو الدينية أو العسكرية أو الأمنية, هذا فضلا عن اعتماد “حزب الله” الكلي على التمويل الإيراني لو في كل نشاطاته وعناصره. حيث كانت إيران تخصص ل”حزب الله” وما تزال مبلغاً كبيراً يتجاوز المليار دولار سنوياً.
“حزب الله” بدأ بقيادة ايرانية
كانت قيادة “حزب الله” في البداية إيرانية، ثم صارت موزعة بين الإيرانيين واللبنانيين من الشيعة، ثم صار ل”حزب الله” قيادته اللبنانية مع بقاء التبعية الكاملة لنظام ولاية الفقيه في إيران .أي بقاء الارتباط العضوي بإيران، من خلال وصاية الحرس الثوري عليه، والولاء الكامل للولي الفقيه (الخميني، ثم خامنئي).
هذا الأمر تسبب بمشكلة انتماء الشيعة المؤيدين لولاية الفقيه لأوطانهم. بخاصة وأن الولاء للفقيه يتقدم على الولاء لدولهم. بالتالي تتولد ثنائية انتماء وهوية وولاء، بين سلطة الفقيه من جهة وسلطة الدولة التي ينتمي إليها الفرد الشيعي الموالي من جهة أخرى. هي ثنائية عمل حزب الله على ترسيخها في المجال الشيعي اللبناني لكنه لم ينجح.
تميز “حزب الله” في بداية نشاطه بالعمل الأمني. فشن عمليات جهادية ضد الإحتلال الإسرائيلي في لبنان، وأظهر قوة وجدارة، وحصل على دعم وتأييد اللبنانيين بسبب سعيه لتحرير الجزء المحتل من الجنوب اللبناني. صار “حزب الله” منافساً لحركة “أمل”، التي خُطف قائدها من قبل معمر القذافي زعيم ليبيا .
وعمل “حزب الله” بتكليف من إيران على القضاء على حركة “أمل” ليتفرد وحده بقيادة الطائفة الشيعية في لبنان والتحكم بها.
فشل “حزب الله” في إلغاء حركة “أمل” ،فاعتمد أسلوبا آخر، يقوم على الشراكة في العمل السياسي والتحالف في الانتخابات النيابية والبلدية ،وتقسيم موارد الدولة ومنافعها ومناصبها فيما بينهم. ما يدل على تورط فاضح لحركة “أمل” في الفساد الداخلي.
بعد حرب “حزب الله” عام 2006 ضد إسرائيل والتدمير الشامل لجزء كبير من الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية في بيروت، حصل انقسام كبير داخل الساحة اللبنانية، بين مؤيد لما فعله “حزب الله” على أساس أنها حرب افتعلها “حزب الله” لصرف الأنظار عن سلاحه الذي لم يعد له ضرورة بعد تحرير الجنوب، وبموجب اتفاق الطائف الذي ينص على حل جميع الميليشيات المسلحة في الداخل اللبناني وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
في شهر أيار من العام 2008 ، احتل “حزب الله” بيروت بعمل عسكري مباغت .فكان ذلك أول مرة يستعمل سلاحه في الداخل اللبناني. ما تسبب باختلال كبير في ميزان القوى. فلم يعد أساس القوة هو التمثيل والتأييد الشعبيين، بل باتت قوة السلاح عنصرا حاسماً في تقرير السياسات في لبنان.
كان اتفاق الدوحة ثمرة وجائزة ثمينة ل”حزب الله” بسبب احتلاله لبيروت. وبدأ تحكمه يزداد في السياسة اللبنانية ،حيث استطاع فرض ميشال عون رئيساً بعد تعطيل المجلس النيابي لما يقرب من السنتين، رغم أنه لم يكن يملك لا هو ولا حلفاؤه الأكثرية النيابية.
بات “حزب الله” يتصرف بصفته حاكماً فعلياً في لبنان، ويقمع كل ما يعيق سلطته ونفوذه. فحارب انتفاضة 17 تشرين، وأرسل زبانية مأجورين لقمعهم وتدمير مراكزهم في أكثر المناطق اللبنانية، لأن “حزب الله” لمس خطراً من هذا الحراك على نفوذه وسلطته.
نجح “حزب الله” في حصد جميع المقاعد النيابية الشيعية مع شريكه حركة “أمل”، ولم يستطع أي من المرشحين الشيعة من اختراق ولو مقعد واحد.
هذا لا يعني أن “حزب الله” يملك شعبية كاسحة داخل الطائفة الشيعية، بل كان قوام حملته التخوين والترهيب ومنع المرشحين من تنفيذ حملتهم الانتخابية. إضافة إلى ممارسة العنف والتهديد المباشرين ضد هؤلاء المرشحين، هذا فضلا عن امتلاك “حزب الله” لماكينة إعلامية قوية وأجهزة دعاية وترويج وقدرة مالية هائلة لدى لاستقطاب الناخبين.
لا توجد أرقام دقيقة حول جمهور ومؤيدي “حزب الله” داخل بيئته الشيعية. إلا أن التململ من سلاحه ورفض هيمنته بدأ يظهر في الطوائف الأخرى علانية. أما في الساحة الشيعية فقد اتسعت رقعة المعترًضين على “حزب الله”، بخاصة بعد انتفاضة 17 تشرين الأول، حيث شارك جزء يعتد به من الشيعة في هذا الحراك وعبروا عن سخطهم تجاه سلطة “حزب الله” وتجاه سلاحه المتفلت من أي قيد. ورغم ذلك لا أرقام دقيقة، لكن شهادات وملاحظات العديدين من الشيعة يفيد بأن شعبية “الحزب” تتآكل وتذبل.
أما حركة “أمل”، ورغم أن شعبيتها قبل ظهور “حزب الله “كانت واسعة، فقد تقلصت شعبيتها وضعف نفوذها بعد ظهور “حزب الله” .لكن “الحزب” حرص على تجنب أية مواجهة معها ،وآثر شراكة سياسية، وشراكة الاستفادة من منافع الدولة ومواردها.
ما بين “أمل” و”حزب الله”
الفارق بين “الحزب” وحركة “أمل”، هو أن الحركة تأسست على يد موسى الصدر لغرض انخراط الشيعة في الحياة العامة وتقليص الفجوة بين الشيعة والدولة. لذلك ليس للحركة ولاءات أو ارتباطات خارجية، على الرغم من تورطها الفاضح في الفساد، سواء في نهب المال العام أم علاقة الزبائنية التي أقامتها مع أتباعها. لكن رغم ذلك، فإن حركة “أمل” حركة لبنانية خالصة. أما “حزب الله” فيقوم على الولاء لإيران والتقيد بتعاليمها وتنفيذ أجندتها واستراتجياتها في المنطقة. أما إيمان “الحزب” بلبنان وطنا نهائيا للشيعة، فأمر مشكوك فيه. وهناك شواهد تؤكد أن لبنان ليس سوى منطلق لعمل ونشاط أمني وجهادي ل”حزب الله” داخل لبنان وخارجه. وما عمله النيابي والوزاري سوى تأمين شرعية سياسية وقانونية لتغطية أعماله الأمنية وحتى التجارية المشبوهة .
“حزب الله” مرحلة عابرة في تاريخ وحياة الشيعة اللبنانيين، فرضها الاحتلال الإسرائيلي والرغبة الإيرانية بمد نفوذ النظام الإيراني في المنطقة. لكن إيمان الشيعة بوطنهم لبنان عميق وأصيل، وولاؤهم لدولتهم لا يمكن التشكيك فيه. هم جزء منه وشركاء في بناء وطنهم، ولا يرون مستقبلا لهم إلا داخله وعبره.
الصدر وشمس الدين
لذلك فإن مشاركة الشيعة غيرهم من باقي المكونات اللبنانية في تعمير بلدهم وبناء دولتهم، هو جزء من إيمانهم الديني، بضرورة مراعاة الصالح العام وعدم التفريط فيه. ولعل الإمام موسى الصدر نموذجا مهماً من رجال الدين الشيعة اللبنانيين وقادتهم التاريخيين، في دعوته الشيعة إلى حصر ولائهم لوطنهم ودولتهم.
هذا إضافة إلى الإمام محمد مهدي شمس الدين، وهو أيضاً من كبار علماء الشيعة اللبنانيين، الذي اعتبر أن الشيعة لا يملكون خصوصية تميزهم عن غيرهم، وأن عليهم الاندماج في أوطانهم اندماجاً كاملاً. كذلك فإن اجتهاده الفقهي (اللاهوتي) حول ولاية الأمة على نفسها، التي يرى فيها أن المجتمع سيد نفسه وهو الذي يقرر مصيره ويدير أموره بنفسه من دون حاجة إلى وصاية من أحد. هذا الاجتهاد يعني تبنيه للديمقراطية القائمة على السيادة الشعبية والمساواة وعلى الحكم المدني غير الديني، واعتبار الديموقراطية أساساً لأي نظام سياسي. وهو المقتًرح الذي يطابق النظام الذي يناسب جميع اللبنانيين، ليحققوا بداخله مواطنيتهم الكاملة.
ما يطلبه الشيعة خارج الثنائي
بناء عليه نطلب من صناع القرار خارج لبنان:
أ . التعامل مع شيعة لبنان بصفتهم لبنانيين أصيلين، ينتمون إلى وطنهم لبنان بصفته وطنا نهائيا لهم ،ويوالون دولتهم اللبنانية حصرا لا غيرها. أما ولاية الفقيه فلا تملك حضورا أو حتى احتًراماً داخل الشيعة إلا عبر المنتظمين داخل “حزب الله”. فهي فكرة طارئة على تاريخهم وهويتهم وسلوكهم. بالتالي لا يصح أن ينظر إلى شيعة لبنان بوصفهم أتباعا لإيران أو موالين لها. فاللبنانيون الشيعة يعتّدون باستقلاليتهم وكبريائهم الوطني ويرفضوا أية تبعية لأية دولة غير وطنهم للبنان.
ب-أن يقوم صناع القرار بفتح قنوات تواصل مع جهات وفعاليات ونخب شيعية لا تنتمي إلى الثنائي الشيعي: “حزب الله” وحركة “أمل”، اللذان يمثلان نسبة شعبية لا بأس بها داخل شيعة لبنان ولكنها ليست شعبية كاسحة. بل هنالك مكونات ورموز وفاعليات اجتماعية وفكرية واتجاهات عدة مختلفة ،لها امتداد شعبي وعمق اجتماعي راسخ ،تعمل بصيعها على ترسيخ مشروع الدولة الحديثة في لبنان.
ت- ضرورة التعامل الجدي والصارم مع “حزب الله” تجاه تفلته وهيمنته في لبنان. وهذا يكون بإشعار “حزب الله”، عبر وسائل ضغط مؤثرة وحتى تهديدات صريحة، أن لبنان ليس ساحة مفتوحة له يملك سلطة التصرف بداخلها كيفما يشاء، ويملك حق تعطيل الحياة السياسية فيها، وحق استعمال الحدود غير الشرعية بين لبنان وسوريا، وحق التلويح باستعمال سلاحه في الداخل ،وحق الانخراط في حروب إقليمية وصراعات دولية تضر اقتصاد لبنان وسمعته .
ث . ضرورة حماية لبنان من سطوة “حزب الله”، ومساعدة كل المخلصين والشرفاء وتمكينهم لبناء دولة حديثة، تكون فيها سيادة الدولة كاملة، وهذا لا يكون إلا بأن يكون السلاح أي سلاح كان بيد الدولة حصرا”.
هل كان لهذا التحرك الفاتيكاني نحو ملف شيعة لبنان نتائج بعد تسلمه النص الوارد آنفا؟
بالتأكيد ، مارس الفاتيكان في آخر ثلاثة أعوام من عمر البابا فرنسيس نشاطا ملحوظا في اتجاه الملف اللبناني ولكن بعيدا عن الاضواء. وستتاح الفرصة لاحقا للكشف عن تفاصيل مهمة في هذا الاطار.