خاص بوابة بيروت
في تطور يثير علامات استفهام واسعة النطاق، كشفت مصادر موثوقة عن وصول دفعات متتالية من مسؤولين عسكريين سابقين في النظام السوري إلى الأراضي الفنزويلية.
وتشير المعلومات المتسربة إلى أن عدد الوافدين تجاوز حتى الآن حاجز المائة والثلاثين شخصًا، مصحوبين بعائلاتهم، ليضيفوا بذلك فصلًا جديدًا إلى المشهد المعقد في فنزويلا.
الغريب في الأمر أن هؤلاء الضباط السوريين، كما تؤكد التقارير، يفتقرون جميعًا إلى الإلمام باللغة الإسبانية، لغة البلاد التي استقبلتهم. ويزداد الغموض عندما تكشف المصادر عن أن عملية نقل هؤلاء الوافدين وتأمينهم قد تمت على دفعات وتحت إشراف مباشر من القوات الروسية المتمركزة في فنزويلا، مما يطرح تساؤلات حول طبيعة هذا التحرك وأهدافه.
محاولات الكشف عن هويات هؤلاء الضباط باءت بالفشل حتى الآن، حيث تشير المعلومات إلى أنهم يتجنبون استخدام أسمائهم الحقيقية. ويُعزى هذا التكتيم إلى التنسيق المحكم الذي تم به تنفيذ عملية النقل والتأمين، والذي جرى مباشرة بين جهاز المخابرات الخارجية الروسية وجهاز الاستخبارات الوطنية البوليفارية الفنزويلي المعروف اختصارًا بـ SEBIN.
المثير للاهتمام أيضًا، وفقًا للمعلومات الواردة، هو الدور المحايد الذي لعبه جهاز أمن “حزب الله” الخارجي، الناشط في فنزويلا بقوة، حيث لم يتدخل في عملية انتقال هؤلاء الضباط أو تأمينهم، مما يؤكد أن التنسيق كان ثنائيًا بين موسكو وكاراكاس.
وتذهب المعلومات إلى أبعد من ذلك، لتكشف عن أن جزءًا كبيرًا من هؤلاء الضباط السوريين وعائلاتهم قد تم تأمينهم في إحدى القواعد العسكرية الروسية الفنزويلية، والتي تقع داخل اللواء 41 في مدينة فالينسيا بولاية كارابوبو الفنزويلية، وهي قاعدة محاطة بمناطق تابعة لها.
هذه التطورات تفتح الباب واسعًا أمام التكهنات والتساؤلات حول دوافع وصول هؤلاء الضباط السوريين إلى فنزويلا، ودور روسيا المتزايد في البلاد، والعلاقات المعقدة بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية في هذه البقعة الجيوسياسية الحساسة.
هل يشكل هذا الوجود العسكري السوري إضافة نوعية لقدرات النظام الفنزويلي؟ أم أنه فصل جديد في لعبة نفوذ دولية تتخذ من فنزويلا مسرحًا لها؟ الأيام القادمة قد تحمل في طياتها إجابات لهذه التساؤلات الملحة.