#ماهر_أبوشقرا : الأحزاب التقليدية تجنّبت المعارك السياسية في #الشوف و #عاليه… وخسرت حين فرضت إرادتها على الناس
المرشحون التغييريون نجحوا في كسب ثقة المجتمع المحلي
@MShackra
في ظلّ أجواء انتخابية مشحونة بالترقّب والتغيير، جاءت الانتخابات البلدية في جبل لبنان لتكشف عن تحولات لافتة في المشهد المحلي، حيث تراجعت الأحزاب التقليدية خطوة إلى الوراء، فيما تقدّم المستقلون والقوى التغييرية بثقة نحو مواقع القرار. وفي هذا السياق، كشف االمنظم والكاتب السياسي ماهر أبو شقرا، في حديث خاص لـ”بوابة بيروت”، عن أبعاد هذا التحول وأسبابه، مسلطاً الضوء على تراجع الحضور الحزبي المباشر، وبروز المستقلين كقوة إنمائية مدعومة بثقة الناس.
وأكد أبو شقرا، أن الأحزاب التقليدية لم تقدر على خوض الانتخابات البلدية على أساس سياسي، وأن تحشد الأهالي باتجاه التصويت لخيارات محدّدة، وإن حاولت تلك الأحزاب في بعض الأحيان القيام بالتأثير على النتائج من تحت الطاولة. الأحزاب التقليدية، ومنها “الحزب التقدمي الاشتراكي”، أدركت صعوبة خوض هذا الاستحقاق تحت العنوان الحزبي المباشر، خوفاً من أن تؤثر النتائج سلباً على الاستحقاق النيابي المقبل.
وقال أبو شقرا : “هذا الأمر برز بوضوح في تركيبة اللوائح، حيث توزّع المرشحون الحزبيون بين أكثر من فريق”.
وأشار إلى أنّه حين قررت الأحزاب التقليدية التدخل مباشرة في بعض البلدات، جاء هذا التدخل بنتائج عكسية، كما حصل في الباروك، حيث خسرت اللائحة المدعومة من وليد جنبلاط في مواجهة لائحة الأهالي، وكذلك في دير القمر، حيث خسرت اللائحة المدعومة من “القوات اللبنانية”.
وأضاف أبو شقرا أن “المرشحين التغييريين حققوا نتائج لافتة، وتصدّر بعضهم السباق في عدد من البلدات، ما يعكس ثقة الأهالي بهم وببرامجهم الإنمائية المستقلة عن الهيمنة الحزبية، ويؤكد أن المجتمع المدني والقوى السياسية التغييرية باتت قادرة على خوض معارك فعلية تؤسّس لمرحلة جديدة من العمل البلدي”.
وختم قائلاً : “نأمل أن تمتد هذه التجربة إلى كل المناطق اللبنانية، ولا سيما في الجنوب، حيث لا تزال الحاجة ملحّة إلى كسر الهيمنة. الحماس الذي شهدناه في جبل لبنان يعطي أملاً حقيقياً بترجمة شعارات “17 تشرين” إلى وقائع ملموسة، وهذا ما بدأ يتحقق فعلاً لأول مرة في هذا النوع من الاستحقاقات”.
وهكذا، تظهر نتائج الاستحقاق البلدي في جبل لبنان كجرس إنذار للأحزاب، ورسالة دعم واضحة للمستقلين والتغييريين الذين استطاعوا أن يفرضوا حضورهم من خلال العمل الجاد والتواصل الفعّال مع الناس. ويبدو أن المشهد البلدي قد فتح الباب واسعًا أمام قوى “17 تشرين” وغيرها من المبادرات المدنية لتكون شريكًا حقيقيًا في القرار المحلي، على أمل أن يتكرّس هذا التحوّل في المراحل المقبلة من الانتخابات البلدية في سائر المناطق اللبنانية.