د. علي خليفة : الخلل في المعارضة لا يقلّ عن خلل السلطة…

المطلوب إعادة بناء الثقة

في تعليقٍ لافت على نتائج الانتخابات الأخيرة، أشار الدكتور علي خليفة إلى أن مؤشرات المشاركة المنخفضة في بيروت لا تعكس مجرد فتور انتخابي، بل تنطوي على رسالة سياسية واضحة مفادها أن المواطن لم يعد راضيًا، لا عن السلطة الحاكمة ولا عن أداء القوى المعارضة. وقال: “قراءة سريعة لنسب الاقتراع في بيروت ونتائجها تقودنا إلى استنتاج صريح: هناك خلل عميق يتجاوز حدود السلطة إلى قلب المعارضة نفسها. فالجهة التي يُفترض بها أن تمثّل بديلاً، باتت في ممارساتها تعيد إنتاج الإشكاليات ذاتها.”

ورأى خليفة أن هذه الأزمة لا تقتصر على العاصمة، بل تتكرر في مختلف المناطق اللبنانية، حيث يتنامى الغضب الشعبي، لا فقط من انسداد الأفق، بل من تشابُه الأدوات والخطابات، حتى لدى بعض من يرفعون راية “التغيير”.

وتحدّث خليفة عن تحوّل خطير في المزاج العام، إذ أضحى الفارق بين الحُكم والمعارضة في بعض الأحيان لا يتجاوز تبديل الأسماء، في ظل غياب اختلاف جوهري في النهج أو في الرؤية.

وختم خليفة دعوته بتأكيد الحاجة إلى تحوّل حقيقي في أداء المعارضة، لا يرتكز على الشعارات، بل على بناء الثقة بممارسة ديمقراطية نزيهة ومسؤولة: “ما هو مطلوب من قوى المعارضة اليوم ليس مجرّد رفع الصوت أو تسجيل المواقف، بل إعادة ترميم العلاقة مع الناس، عبر السلوك الشفاف، والمقاربة العقلانية، وتجنّب الازدواجية واستثمار الانفعالات اللحظية. فالشعبوية لا تُنتج تغييرًا، بل تُعيد تدوير الأزمة.”

بهذا الطرح، يضع الدكتور خليفة إصبعه على جرحٍ يتّسع في جسد الحياة السياسية اللبنانية، مشددًا على أن المعارضة الحقيقية لا تُقاس بحجم الصراخ، بل بقدرتها على إقناع الناس بأنها البديل الجاد، والمسؤول، والمختلف حقًا.

اخترنا لك