لا زعامة ولا أي زعيم في البلاد…

ليون سيوفي – باحث وكاتب سياسي

من هو الزعيم الذي يستحق لقب المنقذ؟
الجواب لا يوجد..

لقب لا يمكن أن نمنحه أو نطلقه على من هبّ ودبّ وإنما يُطلق على من يظهر في وقت الشدة ويختفي في وقت الرخاء وليس العكس…

ولغاية اليوم لم التقِ بهذا الشخص…

ألزعيم هو من يقود البلاد بحكمة ولا يتاجر بالشعارات كما يحصل مع الكثيرين…

ألزعيم هو من ينقذ اقتصاد الوطن ويدير الشعب مقترناً بحكمٍ عادلٍ وبصيرة…

ولغاية اليوم لم التقِ إلا بمُنَظّرين وشمّاتين ومخوّنين…

حيث يمتاز الزعيم بقدرته على التفاؤل بالحياة، وقدرته على حل المشاكل التي تواجهه، كما ويمتلك قدر كبير من الهدوء وخاصةً في مواجهة القرارات الصعبة والمصيريّة، وامتلاكه القدرة على رؤية الصورة الكبيرة للأمور، وبالتالي القدرة على تفسير ما يدور حوله، وتأمّل الحياة…

فكم من شخصية تحاول ترشيح نفسها لمنصب الزعامة أو يعتبر نفسه زعيماً على طائفته أو على مجموعة من الأشخاص ويرسم لنفسه لوحة الزعامة الكبرى، رغم أن هذه الشخصية وسط الأزمات الخطيرة التي تمر بها البلاد يهرب أو يختفي حسه ومنهم من طبّق سياسة القرود الثلاثة ، لا أرى ، لا أتكلم ، لا أسمع…

ولغاية اليوم لم أشعر بوجود رجل واحد في الوطن يستحق هذا اللقب..

رحم الله زعماء كانوا حقاً زعماء في الوطن يملكون من الحكمة والرجولة نفتقد وجودهم هذه الأيام.

فجريمة يرتكبها كل من يبتسم لطاغية ويعتبره زعيماً.

جريمة لمن يراه ولا يهاجمه…

جريمة لمن يجلس على طاولته ويعتبره بطلاً…

جريمة لمن ينفّذ أوامره وهو على يقين أنه يأخذه إلى الهاوية.

هل من الممكن أن يولد زعيمٌ من رحم الثورة التي لم تولد بعد ويُنتخب أو يُعين ليمثل الشعب، ويقود هذه الثورة من على منبر المجلس النيابي التي يحلم بها هذا الشعب…

هل ستصحو يا شعب لبنان المسكين لتصبح عظيماً؟

ألم يطفح الكيل معك؟

أم ستبقى كما أنت متمسّك بالفشل والإحباط؟.

اخترنا لك