مقال أميركي مثير للجدل…

هل تفرض واشنطن عقوبات على نبيه برّي ؟

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، نشر جون سميث، المدير السابق لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) في وزارة الخزانة الأميركية، مقالًا لافتًا على منصّة American Thinker، وهي منصّة محافظة معروفة بقربها من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وكان قد استخدم صورًا منها سابقًا للإضاءة على أعمال العنف في جنوب أفريقيا.

المقال، الذي حمل نبرة انتقادية شديدة، وجّه اتهامات مباشرة لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي، واعتبر أن استمراره في موقعه منذ أكثر من ثلاثين عامًا يُعدّ “حالة شاذة إن لم تكن فضيحة”، متهمًا إيّاه بالمشاركة في تقويض الدولة اللبنانية ومفاقمة أزماتها الاقتصادية والمؤسساتية.

ما وراء السطور: عقوبات على الطاولة؟

لكن ما أثار الانتباه أكثر من مضمون الانتقادات، هو إشارة سميث الصريحة إلى أن الولايات المتحدة تدرس إمكانية فرض عقوبات على نبيه برّي. ونقل عن مصدر حكومي أميركي أن التحالف القوي بين برّي و”حزب الله” يُشكّل “عائقًا جديًّا أمام أي إمكانية لتعافي لبنان”، وأن إدارة ترامب كانت قد بدأت بمراجعة خيارات لفرض عقوبات مُحددة تطال برّي شخصيًا، وأفراداً من عائلته، ومقرّبين منه.

اتهامات تقليدية أم موقف أميركي متصاعد؟

اتهم سميث رئيس المجلس النيابي بـ”بناء قاعدة شعبية عبر الزبائنية السياسية”، من خلال منح وظائف في القطاع العام وعقود حكومية مقابل الولاء السياسي. وأضاف أن برّي يعارض باستمرار الإصلاحات المدعومة من واشنطن، ويُعرقل التفاهم مع صندوق النقد الدولي، ويصطفّ إلى جانب المحور الإيراني في الداخل اللبناني، من خلال تحالفه الوثيق مع “حزب الله”.

قراءة في الخلفية السياسية

في ضوء هذه التصريحات، يُطرح السؤال: هل هي مجرد قراءة شخصية لموظف أميركي سابق، أم أنها تعكس توجّهاً سياسياً أميركياً فعلياً يجري التمهيد له؟
علمًا أن العقوبات الأميركية على شخصيات لبنانية نافذة ليست سابقة في السياسة الأميركية، وقد شملت في السنوات الأخيرة شخصيات قريبة من “حزب الله” وحلفائه.

ومع أن إدارة جو بايدن لم تتبنَّ رسميًا هذا الخطاب، إلا أن النبرة المستخدمة في مقال سميث تشي بوجود تيار داخل الإدارة الأميركية – أو خارجه – يدفع نحو تشديد الخناق على الرموز التقليدية في السلطة اللبنانية، لا سيما من يُتهمون بعرقلة مسارات الإصلاح والانخراط في تحالفات يعتبرها الغرب معادية.

بين الضغوط الخارجية والركود الداخلي

يبقى أن المجتمع الدولي يترقّب تطورات الوضع اللبناني، لا سيّما في ظل الانهيار الاقتصادي، والجمود السياسي، وتزايد النفوذ الإقليمي لـ”حزب الله” داخل المؤسسات اللبنانية. فهل يُشكّل هذا المقال تمهيدًا لموقف أميركي أكثر حدّة تجاه شخصيات تُعتبر من “رموز النظام السياسي القديم”، أم أنه مجرد تعبير إعلامي عابر؟

الأيام المقبلة كفيلة بكشف المسار.

اخترنا لك