لبنان لا يُبنى بالغاز و النفط… بل بأبنائه وبناته

بقلم خلود وتار قاسم

قالت مارغريت تاتشر يومًا: “ليست الدول غنية بقدر مواردها الطبيعية… بل غنية بقدر ما تشجعه حكوماتها من إبداع الإنسان.”

وهنا، علينا أن نتوقف ونفكر: ماذا نملك نحن اليوم؟

لبنان، هذا الوطن الجريح، ربما اكتشف مؤخرًا بعض الموارد الطبيعية من غاز ونفط، لكن هل هي حقًا بين أيدينا؟ وهل نملك قرار استثمارها بحرية وسيادة؟ الجواب المؤلم: لا.

لكن ما نملكه فعلًا، وما لم تستطع أي يد أن تسلبه منّا، هو الإنسان اللبناني.

العقول النابغة، القلوب الصلبة، الأيدي التي لا تتعب، والشباب الذين يحملون الأمل رغم الرماد.

نعم، نملك الثروة الأهم: الإنسان.

وإن أردنا فعلًا أن ننهض بلبنان من تحت الركام، فعلينا أن نبدأ به. نستثمر فيه، نعلّمه، نوفّر له الفرص، نُشعره أن هذا الوطن له، لا عليه.

واليوم، لدينا إدارة جديدة وحكومة جديدة… ولكن لدينا أيضًا فرصة حقيقية بين أيدينا: وزارة التربية.

رسالتي إلى وزارة التربية : إن سياساتكم هي المفتاح الأول للبناء. أنتم من يمكنه أن يزرع في الجيل الجديد روح الانتماء، والمهارات، والفكر النقدي، والكرامة. عليكم أن تعيدوا الثقة بالمدرسة الرسمية، أن تطوروا المناهج بما يتماشى مع العصر، أن تستثمروا في المعلمين، وتفتحوا الأبواب أمام التعليم المهني والتقني، والابتكار، وريادة الأعمال.

من هنا نبدأ ببناء الإنسان… ومن الإنسان نبدأ ببناء الوطن.

ريثما تُبنى دولة المؤسسات، فلنبنِ الإنسان الذي لا يساوم على الحق، ولا يبيع الوطن بثمن، ولا يغادره إلا وهو يحلم بالعودة ليصنع فيه الفرق.

كفانا انتظارًا للثروات المدفونة تحت الأرض، فلن تُعيد لبنان إلى الحياة.

من يُعيد لبنان هو المعلّم المتروك، والطبيب المهاجر، والطالب اليائس، والأم الصابرة، والعامل المنهك… هؤلاء هم كنوز لبنان الحقيقية.

استثمروا في الإنسان… لأن الإنسان هو الذي يصنع الوطن.

ازرعوا في النفوس ثقة… تحصدوا وطنًا لا يُهزم.

اخترنا لك