وجّه المحامي والناشط الحقوقي حسن عادل بزي انتقادات لاذعة إلى عدد من النواب التغييريين الذين أفرزتهم الانتخابات النيابية عام 2022، معتبرًا أنهم “ركبوا موجة نضالات الشارع من دون أن يُعبّروا فعليًا عن تطلعاته، ما أدى إلى إحباط الناس وإعادتهم إلى أحضان الأحزاب التقليدية”.
وفي منشور له عبر مواقع التواصل، قال بزي: “أنا من الذين بدأوا النزول إلى الشارع منذ عام 2011، وكنت من مؤسسي مجموعة “الشعب يريد إصلاح النظام”. وعندما انفجرت أزمة النفايات عام 2015، كنا في الميدان وشاركنا في نضالات ووقفات وتوقيفات، قبل أن تندلع “انتفاضة 17 تشرين” التي شكّلت مرحلة مفصلية في الحراك الشعبي.”
وأضاف: “للأسف، ما كل من وصل إلى البرلمان عن طريق خرق لوائح السلطة يمكن اعتباره تغييرياً. بعض هؤلاء كان بالأمس بوقاً للمنظومة، واستفاد من قانون انتخابي مجحف ليصبح نائباً بالصدفة، لا مشروعاً.”
واعتبر بزي أن الخطاب المنحاز لبعض هؤلاء النواب ساهم في تراجع التأييد الشعبي لهم، قائلاً: “بسببهم عاد الناس إلى أحضان أحزابهم الفاسدة، لأنهم لم يجدوا بديلاً يعبر عنهم بخطاب وطني جامع.”
ورأى بزي أن مراجعة أداء هؤلاء باتت ضرورية، خصوصًا في البيئة الجنوبية، حيث قال: “خطابهم التحريضي لا يمكن أن نحمله أو نتحمّل تبعاته في بيئة تقدّس الشهادة، وهو يجهض كل محاولاتنا للتغيير داخل هذه البيئة.”
وختم بالقول: “نحن لدينا الجرأة على تقييم تجربتنا ونقد أنفسنا، وهذا ما يميزنا عن أولئك الذين انغمسوا في طأطأة رؤوسهم أمام الظالمين.”