بقلم خلود وتار قاسم
رغم كل محاولات العدو اليائسة لتدمير حياتنا، وحرق أرضنا، وكسر عزيمتنا، وإغراقنا في الحزن والتيه… إلا أن صوتنا أقوى، وأرضنا أمتن، وروحنا أصفى.
يحاول أن يطفئ نورنا، لكننا نشتعل من رمادنا، نقف، وننهض، ونُعيّد، لأننا ببساطة أبناء هذه الأرض، نعرفها وتعرفنا، نحمل وجعها ونحمي حلمها.
في صباح أول أيام عيد الأضحى، كان لي شرف الفرح في حضن مؤسسة دار الأيتام الإسلامية، حيث شاركت الأطفال فرحة العيد، غنّيت معهم، رقصت، ضحكت من قلبي، وعدت طفلة بينهم… كأن الفرح نفسه قرر أن يتحدّى القصف ويواجه الرعب.
ليلة العيد لم تكن هادئة… العدو كان يعربد في سمائنا، يقصف، يدمر، يقتل بلا رحمة، ويتوهّم أنه قادر على سحقنا. لكنه لا يعلم أن اللبناني لا يُكسر، وأنّ عزيمتنا لا تُقهر.
أيها المجتمع الدولي: أين أنت؟ أين قوانينك ومؤسساتك وقيمك التي تتغنّى بها؟ ألا تخجل من صمتك؟ من عجزك؟ من ازدواجيتك؟ هذا العدو يستهزئ بك وبقيمك ومواثيقك لأنه يعلم أنك لن تردعه، ولن تجرؤ على محاسبته.
كم طفلًا يجب أن يُقتل؟ وكم أمًّا تُثكل؟ وكم بيتًا يُقصف قبل أن تنتفض ضمائرك المعلّبة وتسمّوا الأمور بأسمائها: مجازر، جرائم حرب، وعقاب يجب أن يُنفّذ.
نحن هنا، نعيش، نحب، نفرح، نحلم، ونُكمل… رغم كل شيء. لن يُطفئنا أحد
فرحتنا بالأمس لم تكن مجرّد احتفال بالعيد، بل كانت فعل مقاومة. رسالة واضحة: نحن هنا، وسنبقى. سنزرع الحياة في كل زاوية، ونبني وطننا حتى لو تهدّم ألف مرة، لأننا لا نعرف الاستسلام، لأننا شعب الحياة والكرامة
نحن هنا، نعيش، نحب، نفرح، نحلم، ونُكمل… رغم كل شيء. لن يُطفئنا أحد.