ملحم خلف من كنيسة الصليب في سوريا : صرخة في وجه الفتنة ولكسر الصمت

في زمن الانقسام والصمت، شارك النائب اللبناني ملحم خلف في تشييع الشهداء ضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف جموع المصلّين في كنيسة مار الياس للروم الارثوذكس في الدويلعة – دمشق.

اتخذ قراره وتوجّه إلى سوريا، ليتجاوز في موقفه حدود النيابة عن الأمّة، ويكون شاهداً على جراح ابناء الكنيسة الارثوذكسية في سوريا، تلك الكنيسة التي يتشارك ابناؤها في عدد من دول المنطقة تحت راية بطريركية انطاكية.

في حديث إلى “النهار”، عبّر خلف عن قلقه العميق من حالة الخوف المتعاظم لدى المسيحيين وغيرهم من المواطنين السوريين من كل الطوائف، قائلاً: “لمست بعد هذه المجزرة، أن شعوراً من الخوف والقلق يتفاقم ويتعاظم لدى الناس، في غياب فاعلية اجهزة الدولة. بات من الضروري والملحّ قيام الدولة السورية كمرجعية حقوقية تؤمّن الطمأنينة لمواطنيها، وهذا أمرٌ أساسي لتجنّب أي فتنة تُنسَج في الخفاء”.

وشدّد على أن “الخطر لا يقتصر على الأرواح التي تُزهق بفعل الإرهاب، بل يمتدّ إلى تهديد العيش معاً، وإعادة إشعال الفتن المذهبية التي لا يزال جمرها تحت الرماد”.

و يرى خلف أن قيام الدولة السورية كإطار قانونيّ وحقوقيّ ضامن هو ضرورة وطنية وإنسانية، وأن على اللبنانيين في المقابل تحصين الداخل اللبناني من كل ما يحيط بهم من مخاطر تفكيك وتفتيت للنسيج المشرقي المتنوّع.

وقد زار خلف الدار البطريركية، حيث التقى البطريرك يوحنا العاشر يازجي، وشارك في اجتماع ضمّ عدداً من المطارنة.

ثم رافق مطران درعا أنطونيوس سعد إلى كنيسة الصليب، حيث شارك في مراسم الجناز إلى جانب البطريرك يازجي، وبطريرك الروم الكاثوليك يوسف العبسي، وبطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف يونان، وجمعٍ من المطارنة والكهنة والراهبات، أحاطوا بعائلات الشهداء.

وزار المستشفى الفرنسي الذي تديره راهبات المحبة (البيزنسون)، وعاين عددا من الجرحى الذين أصيبوا في التفجير واطلع من الفريق الطبي على أوضاعهم.

وقبل عودته إلى بيروت، زار كنيسة مار إلياس التي كانت مسرح المجزرة، ووقف على أنقاضها متأمّلاً حجم الفاجعة.

يقول لـ”النهار”: هذا الحضور، في مكان هو قلب الألم، ليس مجرد موقف رمزي. إنه صرخة في وجه الفتنة، وموقف إنساني لا يتردّد في كسر الصمت. فالصمت لم يعد يحمي أحداً، والسكوت عن الجريمة، أياً كانت هوية الضحايا، يُصبح تواطؤاً مع الظلم.

اخترنا لك