“السلاح ليس زينة الرجال” : العلامة الأمين يفكك الشعار ويعيد الاعتبار للدولة

في ظل تصاعد الخطاب الميليشيوي وتفشي ظاهرة تسليح المجتمعات خارج إطار الدولة، تعود إلى الواجهة مقولة شهيرة للإمام المغيّب السيد موسى الصدر: “السلاح زينة الرجال”، والتي كثيرًا ما يتم استحضارها خارج سياقها التاريخي لتبرير مظاهر التسلح والفوضى.

وقد شكّلت هذه العبارة محور جدل مستمر في المشهد اللبناني، خاصة بعد أن جرى توظيفها كذريعة لبسط النفوذ أو فرض الأمر الواقع تحت غطاء “الشرعية الشعبية”.

وفي هذا السياق، جاء توضيح سماحة العلامة السيد علي الأمين ليضع النقاط على الحروف، في موقف واضح يعيد الاعتبار للبعد الأخلاقي والديني في استخدام المصطلحات السياسية والدعوية.

ففي لقاء خاص، وردًا على سؤال بشأن شعار الإمام الصدر، قال سماحة العلامة علي الأمين: “البعض وظّف تلك المقولة لغايات غير التي رفعت من أجلها، وهي في الأصل دعوة لمواجهة الاحتلال عندما كانت الدولة ضعيفة. هذا الشعار ليس حكماً شرعيًا أو نصًا إلهيًا، بل كان من شعارات الإمام الصدر لتحويل السلاح من أداة انتقام وثأر إلى أداة دفاع إيجابية، خاصة في البقاع.”

وأضاف سماحته موضحًا: “نحن نؤمن بأن العلم والقيم والأخلاق هي زينة الرجال، أما السلاح فله مكانته فقط عندما يتم تملكه من قبل من يحمل أهليته “أي الدولة وجيشها”، الحارس الشرعي للوطن. لكن إذا خرج في وجه الدولة وقتل فيه الإنسان أخاه الإنسان، فلا يُعد زينة على الإطلاق.”

وقد عكست تصريحات العلامة الأمين رؤية متقدمة تؤمن بأن مفهوم الشرف لا يُبنى على فوهة البندقية، بل على احترام القانون، وسيادة الدولة، وكرامة الإنسان.

وفي ختام حديثه، شدّد سماحته على أن شعار الإمام الصدر جاء في سياق الدفاع عن الأرض لا من أجل تبرير العنف الداخلي، ولا لتسويغ النزاعات الطائفية أو حماية المصالح الفئوية، داعيًا إلى العودة إلى منطق الدولة، وتكريس شرعية السلاح تحت سلطة القانون وحده.

إن ما قاله العلامة علي الأمين ليس مجرد رأي عابر، بل موقف جريء من داخل البيت الشيعي، يُعيد التأكيد أن التسلح خارج الدولة ليس شرفًا بل خطر وجودي، وأن “زينة الرجال” ليست ما يحملونه من أدوات موت، بل ما يملكونه من ضمير وكرامة.

اخترنا لك